Get Mystery Box with random crypto!

البلاء موكل بالقول ❶ المقصود منها: أن الرجل قد يتكلم بالكل | 🚩ملتقى طلاب العلم🚩

البلاء موكل بالقول ❶

المقصود منها:
أن الرجل قد يتكلم بالكلمة فيصيبه بلاءٌ، وِفقَ ما نطق وتكلم به، وهذا صحيح، يشهد له كثير من النصوص الشرعية، والوقائع والحوادث في القديم والحديث

عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أن رسول الله -ﷺ- دخل على رجلٍ يعوده
• فقال: لا بأس طهورٌ إن شاء الله
• فقال: كلا، بل حمى تفور، على شيخٍ كبيرٍ، كيما تزيره القبور
• قال النبي -ﷺ-: فنعم إذًا
البخاري 5338

فنعم إذا أي: إذا كنت لا تقبل هذا، فحصل لك ما قلت. والظاهر أن الأعرابي مات بهذه الحمى
شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري

وفي زيادة عند الطبراني: قال له النبي -ﷺ-:
أما إذا أبيت فهي كما تقول، وما قضى الله فهو كائنٌ
• قَالَ: فَمَا أَمْسَى مِنَ الْغَدِ إِلَّا مَيِّتًا
أخرجه الطبراني في "الكبير" (7213)
ــــــــــــــــ

قال رسولُ اللهِ -ﷺ-:
لينظرنّ أحدكم ما الّذي يتمنّى، فإنّه لا يدري ما يكتب له من أمنيته
حسنه الترمذي 3605 و ابن عدي 244/2

أي : ما يقدر له منها؛ وتكون أمنيته سبب حصول ما تمناه أو بعضه
ــــــــــــــــ

مقولة (البلاءُ موكَّلٌ بـالمنطق او القول) ليست آيةً قرآنية ولا حديثاً نبوياً
وإنما هي أثرٌ واردٌ عن بعض الصحابة والتابعين، ومَثَلٌ سائر بين العرب من قديم الزمان.
ــــــــــــــــــــــــــــ البلاء موكل بالقول ❷

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال:
"الْبَلاَءُ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ"
ابن أبي شيبة في المصنف (13/130) وصحح إسناده الألباني في "السلسلة الضعيفة "(7/395)

عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:
"إِنَّ الْبَلَاءَ مُوَكَّلٌ بِالْكَلَامِ"
روى القاضي أبو يوسف في الآثار (ص: 196)

قال أبو الخير الهاشمي:
"البلاء موكّل بالمنطق: أي ربّما نطق الإنسان بما يكون فيه بلاء"
الأمثال ص91

قال الزمخشري:
"يضْرب فِي كلمة، يتَكَلَّم بهَا الرجل، فَتكون باعثة للبلاء"
المستقصى في أمثال العرب 1/ 305

روى ابن أبي الدنيا عن إبراهيم النخعي أنه قال:
"إنّي لأجد نفسي تحدّثني بالشّيء، فما يمنعني أن أتكلّم به؛ إلاّ مخافة أن أبتلى به"
الصمت وآداب اللسان ص:169

أنشد القاضي ابن بهلول:
لا تنطقن بما كرهت فربما ..... نطق اللسان بحادث؛ فيكون
المقاصد الحسنة" (ص: 242)

وأنشد غيره:
لا تمزحنَّ بما كرهتَ فربما ..... ضرب المُزَاح عليك بالتحقيقِ
ـــــــــــــــ

والمغزى من هذا المثل:تحذير الإنسان من النطق بالسوء، أو أن يستفتح على نفسه بشر، أو أن يتشاءم بأمر، ويطلق ذلك في مقاله ونطقه؛ حتى لا يُبتلى به، وأن يحسن انتقاء ألفاظه، ويختار الكلمات الحسنة ذات المعاني الجميلة، والتي تحمل دلالات طيبة، وتفيد تفاؤلاً وأملاً واستبشاراً.

ـــــــــــــــــــــــ البلاء موكل بالقول ❸

قال يعقوب -عليه السلام- لبنيه في يوسف:
﴿ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ﴾ يوسف: 13

فأبتلى بما قال،كما اخبر سبحانه عن اخوة يوسف:
﴿ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)﴾* *يوسف

فابُتليَ من ناحية هذا القول

قال ابن القيم -رحمه الله:
"رأيتُ أخبارَ كثيرٍ من المُتمنِّين، أصابتهم أمانيُّهم أو بعضها"
تحفة المودود بأحكام المولود (ص: 124)

لما نزل الحسينُ وأصحابُه بكربلاء، سأل عن اسمها فقيل: كربلاء، فقال: *"كربٌ وبلاء"

ــــــــــــــــــــــ
البلاء موكل بالقول ❹

حُكي أن المؤمل بن أميل الشاعر لمَّا قال يوم الحيرة:
*شفَّ المؤمل يومَ الحيرة النَّظرُ .... ليتَ المؤملَ لم يُخلَقْ له بصرُ
⇦ عمِيَ، فأتاه آتٍ في منامه، فقال له: "هذا ما طلبتَ"
معجم الأدباء؛ لياقوت الحموي (2/ 626)

وقال مجنون بني عامر في ليلى:
فلو كنتُ أعمى أخبِط الأرضَ بالعصا ... أصمَّ فنادتني أجبتُ المناديا*
⇦ فعمي وصَمَّ، وذهب بصره وسمعه.
الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء؛ لمحمد بن عمران بن موسى المرزباني ص: 266

ذكر الدورقي قال:
اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فحضرت العِشاء، فقدَّموا الكسائي، فارتجَّ عليه في قراءة ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ