Get Mystery Box with random crypto!

سورة يوسف • ترتيبها: ١٢ • عدد آياتها: ١١١ آية • مقصدها: الوع | سُقيا للفؤاد

سورة يوسف
• ترتيبها: ١٢
• عدد آياتها: ١١١ آية
• مقصدها: الوعد بالتمكين بعد الابتلاء المبين، تثبيتًا ووعدًا للنبي صلّى الله عليه وسلّم وللمؤمنين.



تفسير الصفحه

٢٤٨

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين﴾
[يوسف: ١٠٤]
ولو عقلوا لآمنوا بك؛ لأنك لم تطلب منهم - أيها الرسول - على القرآن ولا على ما تدعوهم إليه ثوابًا، فليس القرآن إلا تذكيرًا لجميع الناس.


﴿وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون﴾
[يوسف: ١٠٥]
وكثيرة هي الآيات الدالة على توحيده سبحانه مبثوثة في السماوات وفي الأرض، يمرون عليها وهم عن التأمل فيها والاعتبار بها معرضون، لا يلتفتون إليها.


﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾
[يوسف: ١٠٦]
وما يؤمن أكثر الناس بالله أنه الخالق الرازق المحيي المميت إلا وهم يعبدون معه غيره من الأصنام والأوثان، ويدّعون أن له ولدًا، سبحانه.


﴿أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون﴾
[يوسف: ١٠٧]
أفأمن هؤلاء المشركون أن تأتيهم عقوبة في الدنيا تغمرهم وتُظَلِّلُهم، لا يستطيعون دفعها، أو تأتيهم الساعة فجأة، وهم لا يحسون بإتيانها فيستعدوا لها، فلذلك لم يؤمنوا؟!


﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين﴾
[يوسف: ١٠٨]
قل - أيها الرسول - لمن تدعوه: هذه طريقي التي أدعو الناس إليها، على حجة واضحة أدعو إليها أنا، ويدعو إليها من اتبعني، واهتدى بهديي، واستن بسُنَّتي، ولست من المشركين بالله، بل أنا من الموحدين له سبحانه.

﴿وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون﴾
[يوسف: ١٠٩]
وما بعثنا من قبلك - أيها الرسول - إلا رجالاً من البشر لا ملائكة، نوحي إليهم كما أوحينا إليك، من أهل المدن لا من أهل البوادي، فكذبتهم أممهم فأهلكناها، أفلم يَسِرْ هؤلاء المكذبون بك في الأرض فيتأملوا كيف كانت نهاية المكذبين من قبلهم فيعتبروا بهم؟! وما في الدار الآخرة من النعيم خير للذين اتقوا الله في الدنيا، أفلا تعقلون أن ذلك خير فتتقوا الله بامتثال أوامره - وأعظمها الإيمان - وباجتناب نواهيه، وأكبرها الشرك بالله.


﴿حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين﴾
[يوسف: ١١٠]
هؤلاء الرسل الذين نرسلهم نمهل أعداءهم، ولا نعاجلهم العقوبة استدراجًا لهم، حتى إذا تأخر إهلاكهم، ويئس الرسل من هلاكهم، وظن الكفار أن رسلهم قد كذبوهم فيما وعدوهم به من العقاب للمكذبين، وإنجاء المؤمنين؛ جاء نصرنا لرسلنا، ونجِّي الرسل والمؤمنون من الهلاك الواقع على المكذبين، ولا يرد عذابنا عن القوم المجرمين عندما ننزله بهم.


﴿لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون﴾
[يوسف: ١١١]
لقد كان في قصص الرسل وقصص أممهم، وفي قصة يوسف وإخوته موعظة يتعظ بها أصحاب العقول السليمة، ما كان القرآن المشتمل على ذلك كلامًا مختلقًا مكذوبًا على الله، ولكن كان تصديقًا للكتب السماوية المنزلة من عند الله، وتفصيلاً لكل ما يُحتاج إلى تفصيله من الأحكام والشرائع، وإرشادًا لكل خير، ورحمة لقوم يؤمنون به، فهم الذين ينتفعون بما فيه.







فؤائد من الصفحه
١- من فضل الله تعالى أنه يُطْلع أنبياءه على بعض من أمور الغيب لغايات وحكم.
٢- أن الداعية لا يملك تصريف قلوب العباد وحملها على الطاعات، وأن أكثر الخلق ليسوا من أهل الهداية.
٣- ذم المعرضين عن آيات الله الكونية ودلائل توحيده المبثوثة في صفحات الكون.
٤- شملت هذه الآية ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي﴾ ذكر بعض أركان الدعوة، ومنها: أ- وجود منهج: ﴿أَدْعُو إِلَى اللَّهِ﴾. ب- ويقوم المنهج على العلم: ﴿عَلَى بَصِيرَةٍ﴾. ج- وجود داعية: ﴿أَدْعُو﴾ ﴿أَنَا﴾. د- وجود مَدْعُوِّين: ﴿وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾.


قناة الورد اليومي
@Ghade4349