Get Mystery Box with random crypto!

والْموتُ - قالت وهْيَ تنفضُ ثوبَها - ما الموتُ؟ لا تقلقْ علَيّ | مكتبتي℡ | 📖🇸🇩

والْموتُ - قالت وهْيَ تنفضُ ثوبَها -
ما الموتُ؟
لا تقلقْ علَيَّ
لقد مررتُ خلال موتي
مثلما مرتْ خلالي كلُّ أهوالِ السنينْ
ولقد نجوتُ بأعجب الطرقاتِ
من شرَكِ الهلاكِ:
نجوتُ من موتِ الجهالات القديمةِ
من جنودٍ يرتدون الثلجَ
من غضبِ القبائلِ
من حماقاتِ الخليفةِ
والدبابيرِ الغليظةِ
من تخاذُلِ عاشـقِـيَّ
من الركاكةِ في خطاباتِ الليالي الحُمْرِ
من موتي المعلَّبِ في إغاثاتِ الخريفِ
من الحصارِ
ومن هياج النيلِ
من سأَمِـي
ومن هلعِ الخيولِ
ومن موسيقى لستُ أعرفها
فلا تبكِ علَيّ
فقد تَخِذتُكَ آخرَ الأفـراحِ يا ولدي
ولا تغلقْ عليك البابَ

أعلمُ أن حزني طالَ هذا العامَ
حدِّثني عن العشاقِ
ما لونُ المناديلِ الجديدةِ؟
هل تقبّلُ مَن تحبُّ
وهل تودع مَن تحبُّ؟
وهل سجدتَ على ترابي مرةً
أم هل رقصتَ على ترابي مرةً!
ما زلتُ في عزّ الشبابِ
بألفِ شوقٍ
كلما آبَ المهاجِرُ من بلاد التيهِ
أشعلتُ الأماني
ثم جهّزتُ العطورَ
و كلَّ ما تحتاجه مني اللقاءاتُ السعيدةُ
ثم إن غاب المسافر في بلاد الريحِ
علّقتُ الأماني
وانتظرتُ أمامَ مِرآةِ الزمانْ

أيها الولدُ الشقيُّ بحبهِ
ما زال في امْدرمانِ أُمْدرمــانْ



- بشير أبو سن