Get Mystery Box with random crypto!

قصة عظيمة في العفاف قال الإمام ابن حزم - رحمه الله - : ح | قصص إسلامية

قصة عظيمة في العفاف


قال الإمام ابن حزم - رحمه الله - : حدثني أبو موسى الطبيب قال :

رأيت شابا حسن الوجه من أهل قرطبة قد تعبّد ورفض الدنيا ، فزار أخا له في الله ذات ليلة ، وعزم على المبيت عنده ، فعرضت لصاحب المنزل حاجة إلى بعض معارفه ، فنهض لها على أن ينصرف مسرعا ، فصار الشاب وحده في الدار مع امرأته ، وكانت غاية في الحسن وتربا للضيف في الصبا ( أي في مثل سنه ) ، فأطال رب المنزل المقام ولم يتمكن من الانصراف إلى منزله ، فلما علمت المرأة بفوات الوقت ، وأن زوجها لا يمكنه المجىء تلك الليلة ، تاقت نفسها إلى ذلك الفتى ، فبرزت إليه ودعته إلى نفسها ، فهمَّ بها ، ثم ثاب إليه عقله ، وفكر في الله عز وجل ، فوضع إصبعه على السراج فتفقّع ثم قال : يا نفس ذوقي هذا ، وأين هذا من نار جهنم؟!

فهال المرأة ما رأت ، ثم عاودته ، فعاودته الشهوة المركبة في الإنسان ، فعاد إلى الفعلة الأولى ، فانبلج الصباح وسبابته قد اصطلمتها النار .

أفتظن بلغ هذا من نفسه هذا المبلغ إلا لفرط شهوة قد كلبت عليه؟ أو ترى أن الله تعالى يضيع له هذا المقام؟ كلا إنه لأكرم من ذلك وأعلم .

ولقد حدثتني امرأة أثق بها أنها علقها فتى مثلها في الحسن وعلقته وشاع القول عليهما ، فاجتمعا يوماً خاليين فقال : هلمي نحقق ما يقال فينا .
فقالت : لا والله لا كان هذا أبداً ، وأنا أقرأ قول الله : ﴿ الأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ إِلَّا المُتَّقينَ ﴾ [ الزخرف : 67 ] . قالت : فما مضى قليل حتى اجتمعا في حلال .


طوق الحمامة ص ( 296 ) .

http://telegram.me/Gesas1