Get Mystery Box with random crypto!

سر ارتباط الروائح بالذكريات والمشاعر للخريف إذا أقبل عطر يذكر | 💚ثق في عقلك الباطن 🧲🧲 المعجزات في العقل الباطن💛💎

سر ارتباط الروائح بالذكريات والمشاعر

للخريف إذا أقبل عطر يذكرنا بأول أيام المدرسة، وساعات المذاكرة الطويلة، وسهراتنا في لياليه المنعشة.
وللبيوت عطور تميزها، تمتزج فيها روائح ساكنيها بأثاثها ومفروشاتها، حتى أن شعورنا بالطمأنينة يكاد يقترن بروائح بيوتنا.
وللمصيف رائحة مبهجة، هي خليط دافئ من يود البحر وكلور حمامات السباحة ورطوبة الهواء وحرارة الرمال الساخنة.
حتى العطور التي يستخدمها الناس يظل عبيرها عالقًا في ذاكرتنا حينًا، فما سر ارتباط الروائح والذكريات والمشاعر؟

الروائح تنفذ مباشرةً إلى مراكز الدماغ


علاقة حاسة الشم بذاكرة الإنسان ومشاعره
من الناحية التشريحية،
كما قلنا تقع البصلة الشميَّة (Olfactory Bulb)، وهي المنطقة المسؤولة عن تحليل الروائح، إلى جوار مركز الذاكرة أو الحصَين، وهو جزء في الدماغ مسؤول عن صناعة الذكريات طويلة المدى. وتتصل البصلة الشميَّة مباشرةً بمركز المشاعر أو اللوزة الدماغية (Amygdala).

 
على العكس من الحواس الأخرى، فإن المعلومات المتعلقة بالروائح تنفذ مباشرة إلى البصلة الشمية المتصلة بمراكز الذاكرة والمشاعر في الدماغ، بينما تمر المعلومات الحسية الأخرى أولًا بالثلاموس (Thalamus)، الذي يُعتبر «لوحة توزيع الدماغ».
يُفهم من هذا أن الروائح تذهب إلى المناطق المسؤولة عن المشاعر والذكريات في الدماغ، مما يفسر ارتباط الروائح بمشاعر الحنين وغيرها من الأحاسيس.
بينما تذهب المؤثرات السمعية مثلًا إلى مراكز التفكير.
يستطيع الأنف البشري تمييز أكثر من تريليون رائحة، حسبما تشير الأبحاث الحديثة، بل إنه قادر على تمييز الروائح عن بعضها حتى لو كان الاختلاف بينها طفيفًا، وكان الاعتقاد في السابق أن الأنف يميز 10 آلاف رائحة فقط.
رغم الأهمية الواضحة لحاسة الشم لدى الإنسان، فإننا كثيرًا ما نعجز عن وصف ما نشمه من روائح، فنقرن الرائحة بمصدرها أو بالشيء الذي ترتبط به أو برائحة أخرى، بدلًا من إعطاء الرائحة نفسها مسمًّى خاصًّا، فنلجأ إلى أوصاف من قبيل «رائحة الصيف» أو «رائحة العشب المبلل بالمطر»، في الوقت الذي نستطيع فيه وصف ما نراه بدقة عن طريق اللون والشكل والحجم، وكذلك ما نسمعه من أصوات عن طريق درجة ارتفاعها وحدتها وطبقتها.


يستحضر مريض ذكرى أليمة عند شم رائحة الوقود، فقد ارتبطت الرائحة لديه بحادثة احتراق سيارة أمام عينيه بينما هو عاجز عن تقديم المساعدة.
 

وجد الباحثون في عام 2001 أن ما «نعتقد» أننا نشمه يؤثر في درجة استحساننا للروائح. فقد أَعطى المشاركون في البحث تقييمين مختلفين لنفس الرائحة تبعًا للتصنيف الملصَق الذي وضعه الباحثون عليها، فاستحسنوا الرائحة عندما قُدمت إليهم باعتبارها «جبن بارميزان»، بينما كرهوها هي ذاتها عندما قُدمت باعتبارها رائحة «قيء».
يلعب السياق كذلك دورًا في تقبلنا للروائح، فبينما يجد معظم الناس رائحة روث البهائم مقززة، قد تثير نفس الرائحة مشاعر الحنين لدى من تربوا في المناطق الريفية.
 فلا يمكن تجاهل الدور الذي تلعبه التجارب والخبرات السابقة في تقييمنا لما نشمه من روائح.
تشير تجارب أخرى إلى أن الروابط التي تتكون لدينا بين الروائح والمشاعر تتشكل حتى قبل الميلاد، فقد وجد باحثون أن تعرُّض الأجنة لروائح مثل الثوم والسجائر والكحول يجعلهم يفضلون تلك الروائح بعد ولادتهم مقارنةً بغيرهم من الأطفال، بل إن تلك الروائح، التي قد تنفِّر كثيرين، تصبح أحيانًا عادية أو حتى مريحة بالنسبة إليهم.
قد يعجبك أيضًا: عندما يكذب عليك عقلك، لن تعرف أبدًا
ليست كل الذكريات التي تثيرها الروائح بالضرورة طيبة، فقد تكون مصدرًا للألم مثلما هو الحال مع مرضى اضطراب ما بعد الصدمة (الذي يصيب من تعرضوا لصدمة نفسية شديدة).
ففي سلسلة من التجارب، وُجد أن أحد المرضى استحضر ذكرى أليمة وانتابه شعور بالذنب والغثيان عندما شم رائحة الوقود، إذ ارتبطت الرائحة لديه بحادثة احتراق سيارة أمام عينيه وهو عاجز عن تقديم المساعدة. ومنذ ذلك الحين وهو يتجنب قيادة سيارته بالقرب من الشاحنات حتى لا يشم رائح وقودها، رغم مرور 30 عامًا على تلك الواقعة الأليمة.