المحامي والثغرات الأمنية : ١- يبدأ المحامي عمله في المهنة ، | تَـلـْفَ
المحامي والثغرات الأمنية :
١- يبدأ المحامي عمله في المهنة ، وقد يستقل بمكتب خاص به فور استلام رخصة المحاماة ، وقد يحتاط للأمر من جهة مادية فقط ،ويغفل أن التدريب ثلاث سنوات قد لا تكون كافية لبناء الجوانب الأمنية للمحامي ،ولذا سأحاول أكتب ثريداً لطيفاً في هذا الموضوع المهم جداً .
٢- مكاتب المحاماة يرد إليها جميع الناس ، وليس بمستغرب أن يتسلل إليها شرار الخلق ، لتوريط المحامي في قضايا غسيل أموال ، أو توثيق معاملات فساد ، أو ادعاء نفوذ ، للحصول على مطبوعات المحامي أو ختمه المكتبي أو الشخصي.
٣- قد يطلب منك كمحامٍ بيانات شخصية ، أو صورة للهوية ، للإيهام بإصدار وكالة لك من شخصية معينه ، دون أن تقابل الموكل ، وتعرف نوع التوكيل ، وموجبه ، وهل القضية مناسبة لك من حيث النوع ، والمشروعية ، والإمكانات .
٤- أرى أن لاتسبق الوكالةُ عقدَ الاتفاق ، وذلك أن الوكالة مبرر للبدء في القضية قبل الاتفاق الذي قد لايتم ، وقد تكون الوكالة مانعة من تحكيم ، أو الاستفادة من خصوم الموكل في قضايا أخرى ، زيادة على كسبك خصومة خصم دون مقابل .
٥- في القضايا الجنائية بالذات ، مارس عملك كمحامي ، وليس شريك أو متستر ، واحذر أن تمارس أحد أدوار الجريمة كالنصح بالإنكار ، أو طمس الأدلة ، أو البحث عن الأبواب الخلفية لمعالجة القضايا فتُدخَل في الجريمة حيث أردت الإنقاذ .
٦- قد يطلب منك وسيط في معاملة طلبات ليست من مصلحة الموكل " العميل " أو يستفسر عن إجراءات أو أسرار القضية ، و ربما يستخدم وساطته لمصلحته الشخصية ، يجب أن تفهمه أن مكانه يقف عند مقابلة العميل والاتفاق معه ، وأن العبرة بما يحكمه الشرع والنظام ، ويحقق المصلحة للموكل فقط .
٧- قد تكتشف من ثنايا الأوراق والمستندات جريمة فساد إداري أو مالي ، أو غسيل أموال ، أو معاملات محرمة شرعاً ، أو ممنوعة نظاماً ، وعندها يجب أن تمتنع من الاستمرار فيها ، وتحمي نفسك وسمعتك ، علاوة على قيامك بالواجب الشرعي والوطني تجاه أصحاب تلك الجرائم .
٨- يرد أن يطلب منك تحرير عقود لأعمال يسيرة ، وتتضمن أتعاب كبيرة ، وهذه مظنة فساد ورشاوي فاحذر منها ، ومن تحريرها ، أو المصادقة عليها ، ولاتجامل ، وليفهم أصحابها علة الرفض ، وهذا موجب لاحترامك ، وهيبتك .
٩- قد يطلب منك عميل في قضية منتهية حلول غير مشروعة ، فلابد أن تكون حازماً من الوهلة الأولى ، وأعط رسالة بكل أحاسيسك وجوارحك أنك هنا للنظام ، والنظام فقط .
١٠- قد يستشيرك موكلك عن وسطاء في طرق غير مشروعة لمعالجة قضيته لديك ، يجب أن توصل له رسالة مباشرة أن هؤلاء مرتزقة ،،كذابون ، فاسدون ، وأن الشرع والنظام طريق السلامة ، وأن العميل إن استجاب لمثل هؤلاء المرتزقة فإن هذا خارج المسؤولية لك ، وموجب لترك القضية .
١١- أنصحك أن تستشير قبل البدء في أي قضية تراها محل جدل ، أو فيها لغز لم تفهمه ، أو تصرف لم تدرك سببه ، أو سؤال لم تقتنع بجوابه ، ربما يكون عرابها من المغموصين بالشر عند من سبقوك فلاتكن سهلاً فيبتلعك .