2023-05-13 12:07:49
كان هناك رجلا سكيرا دعا أصحابه ذات يوم لشرب الخمور ودفع لخادمه أربعة دراهم ليشتري بها فاكهة لجلسائه، وأثناء سير الخادم مر بالزاهد" منصور بن عمار" وهو يقول: من يدفع أربعة دراهم لفقير غريب ادعو له أربع دعوات، فأعطاه الغلام الدراهم الأربعة، فقال له منصور بن عمار:
ما تريد أن ادعو لك؟
فقال الغلام :
العتق من العبودية
والثانية :
أن يخلف الله علي الدراهم الأربعة.
والثالثة :
أن يتوب الله على سيدي من شرب الخمر.
والرابعة :
أن يغفر الله لي ولسيدي ولك وللقوم.
فدعا له منصور بن عمار، ورجع الخادم لسيده
فقال له: لماذا تأخرت وأين الفاكهة؟
فقص عليه مقابلته لمنصور الزاهد، وكيف أعطاه الدراهم الأربعة مقابل أربع دعوات
فسكن غضب سيده ، وقال
وما كانت دعوتك الأولى ؟
قال : سألت لنفسي العتق من العبودية....
فقال السيد :
قد اعتقتك ، فأنت حر لوجه الله تعالى.
وما كانت دعوتك الثانية ؟
فقال : أن يُخلف الله علي الدراهم الأربعة.
فقال السيد
لك أربعة آلاف درهم ...
وقال : ما كانت دعوتك الثالثة ؟
قال : أن يتوب الله عليك ...
فطأطأ السيد رأسه وبكى وأزاح بيديه كؤوس الخمر وكسرها
وقال : تبت إلى الله ولن أعود أبدا.
وقال : فما كانت دعوتك الرابعة؟ قال : أن يغفر الله لي ولك وللقوم. قال السيد : هذا ليس لي، وإنما هو للغفور الرحيم...
فلما نام السيد تلك الليلة ، سمع هاتفا يهتف به
أنت فعلت ما كان إليك ، أتظن أننا لا نفعل ما كان إلينا؟
لقد غفر الله لك وللغلام ولمنصور بن عمار
ولكل الحاضرين.
54 views09:07