مُذكرات غائب 💙

2022-07-18 11:27:07 بارك الله الأصباح اللطيفة، والحجرات الدافئة، ورائحة الطعام التي تحيي البيوت، وأيدي النساء التي ترعى بلطف من تحب دون كلل أو ملل أو تأفف، واجتماع الأهل على المائدة تسبقهم أصوات الأطفال وضحكاتهم حيث تعيد للفتى منا سيرة أيامه الأولى، حيث لا قلق ولا ضجر ولا تفكير. باز کردن / نظر دهید

2022-07-16 13:03:40 تلاهيتُ بالمُنى زمانًا، حتى فاتتني مُناي، ثم فاتني زماني، وأفقتُ صريعَ الأماني لا الغواني، أُكَفْكِفُ دمعَ الندم بكفِّ الأمَل، وأطفئُ نارَ الحسرة بِدِلاء العمَل، وأُبرِّدُ -ما استطعتُ- جَمرَةَ سُخطتي على نفسي.

تمر أيامُك، وتُستبدلُ أحلامُك، وتَنبتُ في تربةِ آمالك -المَشوبةِ بِرمادِ احتراق أمانيك الأُوَل- زروعٌ جديدة وأَثمار، يُرضيك بعضُها، وبعضٌ لا. بعضُ الأماني لا تَقبلُ البَدَل!
وتعيشُ، وتتعايَشُ، مَن لَّا يملك ألا يفعل؟! وهل لَّك في ذلك مِن خيار؟!
إنما خيرُ ما تفعلُ أن تكملَ حياتَك بأحسنِ ما تُطيقُ.

كل الحسرةِ كامنةٌ في اتساعِ الأحداقِ نظرًا إلى ما مُنِعتَ منه!
وكل السعادة كامنةٌ في غَضِّ الطرفِ عن أزهارِ الحياةِ التي مُتِّعَ بها الناسُ دُونَك.

ستظلُّ لاهثًا خلفَ سرابِ الأمنيات، والأماني -يا عزيزي- بلا نفاد، كلما تقلَّصَ عنك ظِلُّ أحدها مُدَّ لك ظِلُّ أخرى، حتى تنطفئَ شُعلةُ أنفاسِك وتُوَارَى معك كلُّ الظلال.

تأملتُ كلَّ الكَمالات، فلَم أرَ أَقَرَّ لعين المرءِ مِن الرضا، لقد صدقوا يومَ لَقَّنونا صغارًا حدَّ الملال أن "القناعة كنزٌ لا يَفنَى"!
وهي وحدها الكَنزُ الذي لا يَفنى.
لكن.. كيفَ لِطفلٍ صغيرٍ أن يُدرِك بُعدَ المَرمَى!
ففي كل اختيارات الحياة، جانبٌ آخرُ لم تعبرْ إليه، فاتك باختيارك، ولا سبيلَ إليه ولا بَلاغ، ومَن لم يحالفْه الرضا وتمشي القناعةُ في ركابِه؛ فما أشدَّ شفقتي على عنائه!

"يعتقد الناسُ أنهم سيكونون سُعداءَ إذا ذهبوا للعيش في مكان آخر، لكن الأمور لا تجري بهذه الطريقة، لأنك أينما ذهبتَ فستصطحب نفسَك معك".
كما يقول نيل غيمان، فالبلاء يا عزيزي فيك ومنك، والأماكن مِن سُخْطَتِك وضَجَرِك بَرَاء.

وبمثل ما قال "نيل" يقول الذكيُّ العقلِ والفؤادِ عبدُ الله الهدلق:
"السعادة ليست في مكان آخر، ستكونُ حزينًا في كل مكان تذهب إليه لأن السعادةَ ستذهب إلى المكان الآخر، السعادةُ في طمأنينة نفسك وقناعاتك حيث كنت ..".

ألم أقل لك؟!
إذا رافَقَتْك القناعةُ فما فاتك مِن الدنيا شيء! ولا مثقالُ ذرةٍ من غُبار!

يا رفيقَ المعاناة، نحن في الحياةِ ندافِعُها ونُغالِبُها، فكَرَّةٌ لنا وكَرَّةٌ لها، لكنك إذا جابَهْتَها بغيرِ رِضاك فأنتَ دومًا مَقسُوم، وإذا عَبَّأْتَ لها كلَّ عُدَّةٍ وعَتادٍ خلا القناعة؛ فأنت دومًا مَهزُوم!

أو كما أَوْجَزَ أبو تمامٍ في طَرَبٍ وجَمالٍ -وكذلك يفعلُ الشعراءُ-:
مَن زاحَفَ الأَيّامَ ثُمَّ عَبَا لَها
غَيرَ القَناعَةِ لَم يَزَل مَفلُولا!

وأحسنُ مِن الكلِّ قولُ سَيّدِ الكلِّ ﷺ:
"لو كانَ لابنِ آدَمَ واديانِ مِن ذهبٍ لابتغى إليهما الثّالثَ، ولا يملأُ جوفَ ابنِ آدَمَ إلّا التُّرابُ ويتوبُ اللهُ على مَن تاب".

ولكَ أنْ تَعجَبَ إذا علمتَ أنَّ هذا الكلامَ كان "قرآنًا" يقرؤه الصحابةُ على رسول الله ﷺ! ثم نُسِخَت تلاوتُه.

وربُّنا السلامُ يُنزِلُ على قلبِك السلام.. باز کردن / نظر دهید

2022-07-09 20:12:09 إنما جاء يوم العيد ليكون فرجةً للناس في أيام دهرهم، وميلادًا جديدًا لذاك الطفل داخلهم بعد أن وُئدت فرحة أيامه الأولى، وريحًا محملةً بالسرور والحبور فتجلي أحزانهم وآلامهم وكآبتهم في يومٍ فارقٍ من أيام الوجود.

فأشيعوا بينكم الفرح والمرح أيها الأصحاب، وهادوا بعضكم التهنئات والمباركات اسمًا باسمٍ فتحمل كلماتكم الصدق والدفء من قلب إلى قلب، وترفقوا بأحزانكم على ما فقدتم من الأهل والأحباب، ولا يحملنكم كلام الناس أن تصطنعوا شعورًا يفوق طاقاتكم، إنما الله أعلم بدواخلكم.

ومن أفضال الله ونعمائه أن أرسل إليكم العيد زائرًا كريمًا فافتحوا له أبواب قلوبكم يخفف عنها ما أثقلها وأضناها، وأحيوا سنة الله بينكم فكلوا واشربوا وتبسموا وابتهجوا وانطلقوا في الشوارع والأماكن انطلاق الأطفال؛ لا يعكر صفوهم هم، ولا يذهب حماسهم تعب.

وكل عام أنتم بخير ولطف من الله. باز کردن / نظر دهید

2022-07-09 20:10:59 «رقّة وجهك،
كلّ العيد..». باز کردن / نظر دهید

2022-06-05 01:46:17 يرىٰ الإنسانُ جمالَه بمقلتيّ من يحبُّ. باز کردن / نظر دهید

2022-06-02 05:35:14 «‏اللّهم صبّحنا ببشائر خيرك، وأمدّنا بوافر جُودك، واجعل لنا مع نسمات هذا الصبح رزقًا وسعادة وعافية وتوفيقًا وبركة.» باز کردن / نظر دهید

2022-05-28 13:45:18 ليست الصّداقةُ بدُرِّ اللّسان من كلامٍ معسولٍ، ولفظٍ مرصوفٍ، وكلمةٍ مليحةٍ تُلقى في الآذان تزلُّفًا إلى مطلبٍ، أو تقرُّبًا إلى مرامٍ، وقد صار هذا اللّفظ مظلومًا مهضومًا، ومرسلًا ممضوغًا على ألسنة النّاس بلا قيدٍ ولا معنى، ولا يتحقّق معنى الصّداقة إلّا بودّ الجنان صدقًا لا يشوبُه نفاقٌ، وحقًّا لا يخالطه إدهانٌ، وليس إلى ذلك من سبيل إلّا إذا ظلَّ أصل المودّة مغروزًا في القلب، منبسطًا على الصّديق نحو من يصادقُه في كلّ أحواله وأعماله، فهو يعرفه في البلاء كما يعرفه في الرّخاء، ويواسيه في الضّرّاء كما يصافيه في السّرّاء، ويدفع عنه عوادي النّاس بكلّ قدرته، ويذبُّ عنه غوائل الأيّام بكلّ طاقته، ولا يأتيه لمأربٍ ينتويه ثمّ ينصرف عنه إذا قضى منه وطرًا، وهذا هو الصّديق الذي يُتعزّى به في نكبات الأيّام، وهذا هو الرّفيق الذي يُتعلَّل به في صروف اللّيالي، وقد أحسن الشّاعر حين قال:
لعمرُك ما ودُّ اللّسان بنافعٍ ** إذا لم يكنْ أصل المودّة في الصّدرِ باز کردن / نظر دهید

2022-05-23 15:17:56 أمي الغالية،
لم أكن أتصور أنّ ترحّلي عن ساحةٍ أنتِ فيها هو منتهى الحرمان. كيف لم أنتبه -قبل اليوم- لهذا الكمِّ الهائل من أدواركِ المحيطة بي!
لماذا ينبغي على الإنسان أن يبتعد ليدرك، أن يُحرَم لِيَعي، أن يفقدَ ليشعرَ بهوّةِ الفراغ الهائل الذي يُخَلَّفُ مِن بَعدهم!
لم أكن أظن أنّي أحبكِ كلَّ هذا الحب!
آه.. لو كانت يداكِ في يديَّ الآن؛ لما تركتُ موضعًا فيهما إلا لَثَمتُه ومرَّغتُ وجهي فيه.
سامحي جُبني أو خجلي، كيف لم أَفُهْ لكِ بكل ذلك قبل اليوم وها أنا اليومَ أستتر بالورق والمسافات!
لعلي لم تلفحني نيرانُ الشوقِ لكِ قبلَ ذلك مثلما تفعل بي اليوم، ولكنها يا أماه نيرانٌ تتسعَّرُ الآن بين جوانبي شوقًا لحضنك الدافئ وعرفانًا لقدرك العظيم.
أنتظر اليومَ الذي يأتي لأخبركِ بكلِّ ذلك مشافهةً وعيانًا في جلستنا الهادئة سويًّا تحت ظلال شمس الشتاء اللطيفة. ليست ألطفَ منكِ على كل حال.
بكل الأشواق أنتظر ذلك اليوم، وعسى أن يكون قريبًا.

ابنُكِ الذي يحبكِ، والمحرومُ من قُربِكِ/
#رسائل_ميتة باز کردن / نظر دهید

2022-05-09 02:05:25 تَتَبَعْثَرُ الأعمار على عتبات الانتظار.. باز کردن / نظر دهید

2022-05-09 02:05:14 لا مَناصَ من الكتابة، رئةٌ ثالثةٌ نتنفسُ بها، تُسعِفُنا إذا لم تكفِنا الرئتان. ولوِ اخترتُ؛ لاخترتُ الصمتَ التام، رفيقًا وفيًّا، مُبينًا في ملكوتِه، غيرَ أنه مُوحِشٌ مُستَوحِشٌ لا يَأنسُ إلا بنفسِه.
فإذا آلَ الأمرُ إلى رفيقٍ كهذا، فكأن لّا رفيق، ثم عدتَ إلى أول الطريق.
والوحشةُ تُفضي في كل حالٍ إلى مُتَحَوَّلٍ، وخيرُ مُتحوَّلٍ يسمعُك وتسمعُ منه صدى نفسِك: القلم! باز کردن / نظر دهید