2017-08-13 23:03:45
الضخمة» وتقلل الكوليسترول الجيد، والذي بدوره يرفع ضغط الدم ويدمر طاقتنا، ويجعلنا نشعر بالإعياء، عندما اتضحت مؤخرًا وظائف الإنسولين المتعددة في أجسادنا، لم يعد يُنظر له على أنه مجرد هرمون منظم لسكر الدم، بل له العديد من الوظائف، والخبر السيئ أن زيادة نسبة الإنسولين في دماءنا بهذا الشكل، يؤدي إلى عدة نتائج خطرة مثل تحويل سكر الدم إلى جلسرول، الذي يتجمع مكونًا الدهون الثلاثية التي سبق وذكرتها تضر قلوبنا، كما يقوم بإرسال إشارات لخلايا الكبد بتحويل الأحماض الدهنية إلى دهون ثلاثية أيضًا يتم تخزينها في الأنسجة الدهنية، كذلك يقوم بتكوين خلايا دهنية جديدة، حين تمتلأ خلايانا الدهنية الموجودة بالفعل. هناك كاتب أمريكي حائز على جائزة العلوم يدعى «جاري توبس» أجاب عن سؤال: «لماذا نصبح بدناء؟» بإجابة مختصرة فقال: «لأننا نأكل السكر.» «3»
عن خطورة أن تشبه التفاحة!
حين يستمر الإنسولين في تخزين الدهون في أجسادنا، وخاصة حول خط الوسط، تصبح أشكالنا شبيهة بالتفاحة «حيث الدهون متركزة أعلى الوسط على عكس شكل الكمثرى مثلًا»، وتظل أجسادنا كذلك مع نمط حياتنا الذي يقوم «وللأسف الشديد» بالحفاظ على تلك الدهون وتنميتها، بالخمول وضعف النشاط البدني والإفراط في الطعام.
هذه الدهون التي تتجمع حول خط الوسط، هي أخطر دهون قد تمتلكها، أخطر من أي دهون أخرى موجودة في جسدك، لأن هذا الجزء الظاهر من دهون بطنك والتي تستطيع مثلًا الإمساك به بيديك، ليس هو المكون الكلي للكرش، إنه مجرد دهون سطحية مثله مثل الدهون التي تتراكم حول أردافك أو ذراعيك! المؤسف أن هناك كمية أخرى تتراكم في تجويف بطنك الداخلي، حول الكبد والأمعاء والمعدة والبنكرياس، هذه الدهون هي الدهون الحشوية أو الدهون العميقة.
Visceral Fat:
هذه الدهون العميقة هي دهون شرسة شريرة لا تكف عن إفراز مواد كيميائية ترفع من نسبة الدهون الثلاثية في الجسم، وتؤدي إلى تشحم الكبد، وانسداد الشرايين، ورفع ضغط الدم، لقد تم الربط طبيًّا بين زيادة الدهون الحشوية في منطقة البطن وبين الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والذبحة الصدرية، وسرطان الثدي، والألزهايمر. «4» «5»
هل السكر هو المتهم الوحيد؟
لا شك أن السكر هو الفاعل الأخطر والأشد ضراوة في هذه القصة، لا أنكر وجود مؤثرات أخرى، كالخمول وضعف النشاط البدني، لكني هنا أنبهك على عامل شرير، لا نلتفت لخطورته، بل نحبه وندمنه، كما أسلفت في الجزء الأول، إن جميع التوصيات التي تدور حول العلاج والوقاية من هذه المتلازمة الأيضية الشرسة، تدور حول فقد الوزن الزائد، وانتهاج نمط تغذية صحي، وممارسة الرياضة، ولا يخفى ما لتجنب أو تقليص السكر من تأثير قوي على خسارة الوزن، وتعديل نمط التغذية، وهجر النمط الإدماني المدمر، إن أولوياتنا الغذائية معكوسة من فترة طويلة، حين برأت السكر من هذه الدور الخطر واتهمت به الدهون التي نتناولها على سبيل المثال، بينما الواقع يقول أن العكس هو الحاصل؛ تقول «ميلندا موير»:
«بينما قلل الأمريكيون بإخلاص نسبة السعرات الحرارية اليومية من الدهون المشبعة منذ 1970، فإن معدل البدانة أثناء تلك الفترة ارتفع إلى الضعف، وتضاعف داء السكري ثلاث مرات، واستمرت أمراض القلب في كونها القاتل الأكبر في البلاد».
وإذا قارنت هذا بقول د. روبرت لستيج أخصائي الغدد الصماء للأطفال فستعرف السر؛ حين يقول:
«إن إمداداتنا الغذائية الحالية متخمة للغاية بالفركتوز، أي السكر المضاف، السكر الذي وضع هنا تحديدًا لأغراض خاصة بصناعة الطعام، من أجل طعمه المستساغ، ومن أجل زيادة فترة الحفظ على الأرفف، هذا السكر قد كون الآن مادة سمية؛ بشكل أساسي تأثير جانبي سام في الكبد لدينا، مؤديًا إلى كل تلك الأمراض الأيضية المزمنة». «6»
في الجزء القادم أحدثكم بإذن الله عن مهارات تحسين حساسية خلايانا للإنسولين، بمعنى آخر: كيف نمتلك أيضًا فائقـًا يقلل محيط خصرنا ويجعلنا نخسر بعض الوزن، سأحدثكم عن الجوائز التي سنجنيها من هجر السكر؛ نعم، فالمكسب فقط لا يتوقف عند الوقاية من المرض أو التخلص من دهون البطن المزعجة، إن المنافع أكثر من ذلك بكثير، وكلها تغريك بقرار واحد ستأخذه يومًا ما عن طيب خاطر: اقطع السكر.
6.3K views20:03