وعلينا نتذكر نفسية هابيل النفسية الراقية جدًا ونحاول نقتدي به: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَـمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ﴾ هذه النفسية الأولى... مش الا نزق ... مابلا نفسية قاتل ... نفسية حاقد ... نفسية حاسد... ماصبرش على إن الله تقبل قربان أخوه وهو ماشي فـ ﴿قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ﴾ وهذه الكلمة تدل على غيظ شديد وإساءة شديدة لهابيل وتهديد مابش فيه سفاط... ولو هو احنا نسمعه ما نسمح لأنفسنا بالسكوت... كيف اسكت او ما انا رجال!! ولكن نفسية الرجل المؤمن لأخيه المؤمن نفسية راقية... بدأ حاول يوعيه ﴿قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْـمُتَّقِينَ﴾ ويدي له محاضرة عن التقوى... وإن الله ما قبل مني الا لأني متقي وانت عليك تقع متقي مثلي و.و.و.الخ وكظم غيظه من التهديد وعفى عن الكلام هذا لأنه يعتبره مجرد كلام قد ربما يتحقق وربما لا وقال له ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَـمِينَ﴾ فإذا جاء لك سفيه في الشارع لا تجاريه اتذكر إنك تخاف الله مثل هابيل وهو ما يخاف الله مثل قابيل وأنتم ما انتم سواء ... انت اعقل وارقى واكثر إيمانًا... وزد ادا له كلمة حالية ﴿إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِـمِينَ﴾ هذه الكلمة فيها توعية وفيها رد للتهديد... وفيها توضيح له (إنك إذا قتلتني فأنا مستفيد... عتطهرني بالشهادة أولًا...ثانيًا ما عتمرّ قتلتي مرور الكرام عادك عتبوء بإثمي وتتحمل ذنوبي وإثم قتلي وإثمك الأول والآخر وتدخل جهنم يا ظالم لأن جهنم ما يدخلوها الا الظالمين)..
وعليك أن تتذكر كظم نبي الله يوسف لغيظه أمام اخوته الذين ﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ يعني كذبوا عليه عيني عينك أمام الأمة كلها وأمام قبيلته وأمام أهل مصر... ﴿فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَـمْ يُبْدِهَا لَهُمْ﴾ رغم انه ملك قادر يسجنهم ويأدبهم على الكذب واكتفى بالتوبيخ المؤدب: ﴿قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللهُ أَعْلَـمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ ولاعاد فتح عليهم الموضوع من بعد حتى بعدما عرفوه ... خلاص كظم وعفى ... رغم انه من حقه يرجع يقل لهم ماناش سارق ويدافع عن نفسه لكن لا.. كظم وعفى.
سنكمل وإياكم الحديث عن الغضب وغيره من الصفات الذميمة اشتركوا في حساباتنا لمتابعة هذه السلسلة التي ستغير أخلاقك وواقعك إن شاء الله تعالى.