جلستُ بالأمس مع رجلٍ ما، أخبرتني أمي أنهُ مناسب للزواج. كانَ طويلَ القامة، ذو لحية خفيفة سوداء وشعرُ من كثافته قد يشعرهُ بالحر، ولديه غمازة في جانبٍ واحدٍ من وجهه.
كان لا يعرفُ من هي جين أوستن ولا باولو كاولو، وآخر معلوماته عن ثلاثية غرناطة أنها تابعة لحضارةٍ ما. لم يكن مهتمًا بالأدب الرومانسي ولا شعر مي زيادة بقدرِ اهتمامه بعلوم الجبر والهندسة وشركته التي أسسها حديثًا. ولكن.. أخبرني أنهُ منذُ شهرين وهو يبحثُ عن كل ما يخصني، قد عرفَ حبي للأزرق، حفظَ كل نصوصي المُفضلة وابتاعَ عشرَ نسخٍ من روايتي، وأخرجَ من جانبه حقيبة هدايا وردية اللون مليئة بمنتجات العناية التي أحبها.
كانَ مبهوراً بي وفخوراً، أخبرني أنهُ لم يكن يخططُ للزواج ولكنهُ عندما رآني شعرُ لو أن لهُ بيتًا يجبُ علينا السيرَ لهُ يداً بيد.
هنا علمت .. أنهُ ليسَ شرطًا أن يكونَ ذو مواصفاتٍ معينة ليناسبكِ، بل إنهُ سيخلقُ هذه الصفات فقط لكي يكونَ مناسبًا.
