2021-08-02 12:06:08
#مكة_المكرّمة
أصل تسميتها :
يقول الراغب الأصفهاني في "مفردات القرآن" (1/470 – 471) :
" مكك : اشتقاق مكة من تمكَّكْتُ العظم : أخرجت مخه ، وامتكَّ الفصيلُ ما في ضِرع أمه ، وعبَّر عن الاستقصاء بالتمكُّكِ .
وتسميتها بذلك لأنها كانت تَمُكُّ مَن ظلم بها : أي تدقُّه وتهلكه .
قال الخليل : سميت بذلك لأنها وسط الأرض ، كالمخ الذى هو أصل ما في العظم "
تاريخ بناءها :
ورد عن التابعين أنها أول الأرض و هي لب الأرض و منها دحا الله الأرض و مدها فهي أصلها ،
أما تاريخ البيت العتيق فيها فالراجح أن الملائكة بنته ثم جدده إبراهيم و اسماعيل عليهما السلام و هذا ما أشار إليه الله تعالى قال " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا " و قال أيضا :" وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت و إسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " .
سكنت مكة و نزلتها القبائل العربية " جرهم " من بعد إبراهيم عليه السلام لقوله :" ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " فدل ذلك على أنه لم يكن يسكنها أحد قبل اسماعيل عليه السلام و قصته مشهورة حين بئر زمزم و كيف أذنت هاجر لقبائل جرهم أن يسكنوا حول البئر ،
كانت مكة تدعى أم القرى قال تعالى :" لتنذر أم القرى و من حولها " والآيات كثيرة في فضائل مكة و شرفها شرفها الله تعالى .
و في العصر الجاهلي كانت قبلة العرب و مركز رياستها و كل العرب يحجون إليها على ما كانوا من الشرك قال تعالى :" وما كان دعائهم عند البيت إلا مكاء و تصدية " و كانت أعظم قبائلها قريش و سكنها عدة قبائل من العرب أيضا ،
مكة في الإسلام :
بعد أن أرسل الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة و الرسالة كلفه أن يدعوا الناس سرا ثم جهرا و عذب و أوذي في مكة ثم أمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة ثم بالهجرة إلى المدينة بعد أن خذله أهل الطائف و غيرهم و هكذا بدأ ينتشر الإسلام إلى أن جاء الفتح الأعظم عام ٨ ه وفتحت مكة و أصبحت دار الإسلام و شرفها الله إلى قيام الساعة قال تعالى " أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيئ "
فهي قبلة المسلمين الثانية قال تعالى :" ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولو وجوهكم شطره "
و ستبقى دارا للإسلام حتى قيام الساعة و خروج الدجال فلا يدخلها هي وطيبة ، تحرسها الملائكة فلا يدخلها الدجال أبدا .
بعض الأحداث التي مرت بمكة :
غزو أبرهة الحبشي لعنه الله للكعبة و تكفل الله تعالى بإهلاكه وجنده قال تعالى " ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل و أرسل عليهم طيرا أبابيل .."
إدخال عمر بن لحي الأصنام إلى مكة و من ثم تدميرها حين الفتح .
هدمت الكعبة و حرقت أثناء عصيان عبد الله بن الزبير و امتناعه فيها عن مبايعة الأمويين .
هدم الحجاج للكعبة و إعادة بنائها على حالها اليوم بعد أن غيرها عبد الله بن الزبير تطبيقا للحديث الصحيح المشهور ...
بعد ذلك حسم الإمام مالك بن أنس رحمه الله مسألة بناء الكعبة و أفتى أن تبقى على حالها لألا يتخذها الملوك لعبة فبقيت على حالها حتى اليوم ، وأول من كسى الكعبة هم العباسيون ذكر السيوطي في أحداث سنة 621 ه قال :
" كانت الكعبة تُكسى الديباج الأبيض من أيام المأمون إلى الآن ، فكساها الناصر ديباجا أخضر ، ثم كساها ديباجا أسود فاستمر إلى الآن" .
السيوطي : تاريخ الخلفاء ، ص٣٢٣ .
85 viewsمالك الصلخدي, edited 09:06