2023-04-06 22:00:15
#الحلقة_السادسة :
#الصيحة :
تعتبر الصيحة السماويّة من أبرز الآيات، وأوضح العلامات، و أقوى البراهين على ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) .
وهي علامة من العلامات المحتومة، و
هي عبارة عن نداء من السماء باسم الإمام المهدي (ع) عند ظهوره، ليكون علامةً على كونه هو نفسه المهديّ الموعود. وبحسب الروايات تصدر صيحتان، واحدة من قِبَل جبرائيل (ع)، والأخرى من قِبَل ابليس ليفتن النّاس بها.
التعريف اللغوي للصيحة:-
قال الفراهيدي: تَصَيَّح الخشب ونحوه إذا تصدَّع.... أي تشقّق، والصيحة: العذاب.....الصِّياح، الصوت الشديد، صاح صَيْحةً وصياحًا.[١]
مفهوم الصيحة:-
عبّرت بعض الروايات أنّ الصيحة التي تعدّ علامة من علامات الظهور، هي نداء من السماء يصدر من قِبل المَلَك جبرائيل (ع)، باسم الإمام المهدي (ع)،وهي بمثابة إعلان وقت الظهور وتمهيد النفوس والأجواء لاستقبال هذا الحدث العظيم، وهي بشارة للمؤمنين وتطمينا لقلوبهم،
والصيحة الأخرى باطلة، وهي صيحة ضلال، ينادي بها إبليس اللعين يهدف من خلالها بث الشك في قلوب أوليائه، وإبطال تأثير صيحة جبرائيل، والتعمية والتشويش على محتوى الصيحة الحقة التي ينادي بها جبرائيل ومضمونها،
قال الإمام الصادق (ع): «ينادي منادٍ باسم القائم (ع)، قلت: خاصٌ أو عامٌ ؟ قال: عامٌ يسمع كل قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم (ع)، وقد نودي باسمه ؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل ويخادع النّاس»[2]
زمن الصيحة:-
إن موعد كلتا الصيحتين سواء الحقة منها أو الباطلة سيكون في شهر رمضان وبالتحديد في اليوم الثالث والعشرين منه، ولكن الاختلاف في الروايات وقع أليلا ستقع الصيحة أم نهارا؟
فهناك روايات نصت على أن الصيحة أو النداء سيكون وقوعها نهار ذلك اليوم، كما في الرواية التي عن أبي حمزة الثمالي،
قال: قلت لأبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه: «كيف يكون ذلك النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته، فيرتاب عند ذلك المبطلون» [3]
وهناك روايات نصت على أن الصيحة أو النداء يكون في ليلة اليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان، وان هذه الليلة ستصادف ليلة يوم الجمعة،
فعن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: «الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان» [4]
وفي روايات أخرى ان الصيحة ستقع في نهار ذلك اليوم، وكذلك في الليل، كما في الرواية التي عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: «هما صيحتان: صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية، قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون» [5]
عدد الصيحات:-
بحسب الروايات تصدر صيحتان
الأولى من قبل الملك جبرائيل "عليه السلام" بـاسم الامام الحجة "عج" وهي بمثابة أعلان لظهور مولانا صاحب الأمر "عج"
والأخرى تصدر من قبل الشيطان ليفتن فيها الناس
الصيحة في القرآن الكريم
ذكر القرآن الكريم لفظة الصيحة في 13 مورد:سنذكر البعض من هذه الآيات
منها ما اُطلق واُستعمل للدلالة على الطُرق التي من خلالها أهلك الله عز وجل.بها الأقوام الظالمة، مثل قوله تعالى:
{ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) }[6]
• ومنها ماجاء في مقام الحديث عن الطريقة التي ستنتهي بها حياة البشرية في آخر أيام حياتها، بحيث تكون سبَباً في موت جميع البشرية، مثل قوله تعالى.
{ مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ }.[7]
وآية واحد جاءت في سياق الحديث عن المنافقين، وكيف أنّهم كلّما سمعوا بأمر عظيم، حسبوه واقعًا عليهم، وهم المقصدون به.
{ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ...}.[8]
غير أنّ كل هذه الاستعمالات القرآنية لمُفردة «الصيحة» تشترك في معنى واحد وهو: «الأمر أو الحدث العظيم الذي تترتب عليه حالة من الخَوفِ والفَزَعِ وكذالك الإرْبَاك والعجْز، بحيث يمكن أن يصل الإنسان من شِدَّتِهِا إلى مفارقة الروح والجسد
دلالات الصيحة:-
إن الصيحة الواردة في الروايات المتعلقة بالظهور لها عدة دلالات:
1-هي علامة من العلامات الدالة على ظهور الإمام المهدي "عج"
2-وانها تدل أيضا على أن الشخص الذي سيظهر ويدعي المهدوية هو فعلاً الإمام المهدي "عج"
3-هي عبارة عن حادثه يقيم الله عزوجل فيها الحجة على العباد في خصوص إتباع الإمام المهدي "عج"
1.1K views19:00