2023-04-02 22:00:58
الحلقة الخامسة :
#خـسف البيداء أو الخسف في البيداء :
بمعنى انهيار البيداء وابتلاع الأرض لجيش السفياني وهلاكهم فيها وهذه البيداء تقع بين مكة والمدينة
وتعتبر الروايات هذه الواقعة من العلامات الحتمية لظهور وقيام الإمام المهدي "عجل الله فرجه"
وهذه عدد من الروايات المطلقة التي أشارت إلى الخسف بالبيداء
عن مولانا الصادق "عليه السلام" إنه قال
(خمس علامات محتومات اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف في البيداء )[1]
وهذا الحديث الشريف يذكر أن الخسف في البيداء علامة من علامات الظهور، وينصّ أنّها حتميّة.
معنى خسف البيداء:-
الخسف: بمعنى الغوص والغور[2]، أما البيداء: هي الصحراء الخالية من الأعشاب والنبات[3]
ورد في بعض الروايات تبعد مسافة ميل[4] من مسجد الشجرة وذلك بإتجاه مكة[5]
«خسف البيداء» أو «الخسف بالبيداء» هو من العلامات الحتمية لظهور الإمام المهدي ،والمقصود من هذا المصطلح هو أن السّفياني يرسل إلى مكة جيشاً كبيراً لمحاربة الإمام المهدي "عج"[6]؛ لكن يخسف الله بهم الأرض بصورة من ؛الإعجاز بين مكة والمدينة في منطقة باسم «البيداء»، وقد تحدثت عن هذا الخبر كتب الفريقين الشيعة والسنة، واعتبرته من العلامات المؤكدة و الحتمية لظهور الإمام المهدي (عج)[7]
كـيـفـيـة الــخــسـف:-
إن الروايات الواردة حول هذا الحدث لا تشير إلى تفاصيله بشكل دقيق، فمن ذلك ما روي عن الإمام الباقر (ع) قال:
«يرسل السفياني بعثاً إلى المدينة، فينفر[8]المهدي منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران (ع). وقال: فينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء: يا بيداء، أبيدي القوم، فيخسف بهم، فلا يفلت منهم إلاّ ثلاثة نفر».[9]
يأتي إلى الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه.أحد الناجين من جيش السفياني الذين هلكوا في البيداء، ويبشره (ع) بهلاك الجيش، ويحدثه بما جرى عليهم، فيقول للإمام (ع):
كنت وأخي في جيش السفياني، وخربنا الدنيا من دمشق إلى الزوراء، وتركناها جماء، وخرّبنا الكوفة وخرّبنا المدينة، وكسرنا المنبر، وراثت بغالنا في مسجد رسول الله (ص)، وخرّجنا منها. وعددنا ثلاثمائة ألف رجل نريد إخراب البيت وقتل أهله، فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها، فصاح بنا صائح: يا بيداء، أبيدي القوم الظالمين؛ فانفجرت الأرض، وابتلعت كل الجيش، فوالله ما بقي على وجه الأرض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي.
فإذا نحن بمَلَك قد ضرب وجوهنا، فصارت إلى ورائنا كما ترى، فقال لأخي: ويلك يا نذير! امض إلى الملعون السفياني بدمشق، فأنذره بظهور المهدي من آل محمد، وعرفه أن الله قد أهلك جيشه بالبيداء، وقال لي: يا بشير، الحق بالمهدي بمكة، وبشره بهلاك الظالمين، وتب على يده؛ فإنّه يقبل توبتك، فيمر القائم عجل الله تعالى فرجه.يده على وجهه، فيرده سوياً كما كان، ويبايعه ويكون معه[10]
عدد جيش السفياني المهلكين في الخسف:-
ورد في الروايات إن عدد القتلى من جيش السفياني الذين يهلكون في هذه الواقعة يتراوح بين أثنتي عشر الفاً[11]أو مئة وسبعون الفاً[12] أو ثلاث مئة الفاً[13]
وقــت الخــسـف:-
ليلة خسف البيداء ليلة مقمرة : سمع ابن عباس رض يقول: ولم يسنده إلى النبي ص (... فيسمع بذلك الخليفة بالشام فيقطع إليهم بعثا فيهم ستمائة عريف فإذا أتوا البيداء فنزلوها في ليلة مقمرة أقبل راع ينظر إليهم يتعجب ويقول: يا ويح أهل مكة، ما أصابهم فينصرف إلى غنمه ثم يرجع فلا يرى أحدا، فإذا هم قد خسف بهم ...).[14]
إن قضية الخسف في البيداء من الأحداث التي تقع بعد ظهور الإمام المهدي "عج" وقبل قيامة
هناك أخبار تتحدث عن حدوثها قبل الظهور واخرى تشير حدوثها بعد بيعة خواص أصحاب الإمام "عج" [15]
وأيضاً هناك روايات تقدر إن الخسف بالبيداء يحدث بعد حوالي شهر من ظهور الإمام المهدي"عجل الله فرجه"[16]
مكــان الخسف:-
هناك عدد كبير من الروايات التي تحدثت عن مكان الخسف
روى العلامة المجلسي (رحمه الله): تفسير العياشي: عن إبراهيم بن عمر، عمن سمع أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «إن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين (عليه السلام)، ثم صار عند محمد بن علي، ثم يفعل الله ما يشاء، فألزم هؤلاء، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة رجل ومعه راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) عامداً إلى المدينة حتى يمر بالبيداء، فيقول: هذا مكان القوم الذين خسف بهم، وهي الآية التي قال الله: ﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لايَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ [النحل: ٤٥-٤٦]»[17]
فظاهر الرواية أن الرجل الذي سيخرج هو الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، وهي نصّ في أن بيداء المدينة هي المكان الذي سيحصل فيه الخسف
957 views19:00