حذروني مِن التعلق بالتفاصيل، وخصوصًا تفاصيل التفاصيل نفسها، مثلًا بس اكلمك عن حركة اصابعها بس تغيّر جلستها للمرة الثالثة على التّوالي! أو بس تسرّح شعرها كيف بترفع الحاجب اليمين، وبترفع رجلها شوي، وتبدأ تشوف على كُلّ الجهات من شعرها. كثير قالوا لي ما تقرّب مِن التفاصيل راح تتعذب!، بس أنا ما بقدر كُل يوم ما أدخل على كل رسائلنا واقرأهم كُلهم مِن بداية معرفتنا لليوم، واضحك عند المواقف المُضحكة وابكي بس اشوف ذكريات حلوة!، وأنا بجد ما بقدر ما أشوف على صورها لأكتشف إنّه بترسم حواجبها بإتقان عالِ جِدًا، وبتحط الروّج بطريقة مُلفتة غريبة! قالوا لي مرات كثير، ابعد عن التفاصيل وكون سطحي، بس هُمّ ما عِرفوا إنّه أنا بعرف كم خطوّة بتمشي من الغُرفة للمطبخ مرورًا بالصالة لتجلس مع أهلها وتضرب اخوها الصغير، وتروح للمطبخ لتشرب كاس الماء!، ٣٢ ثانية الوقت اللي بتشرب فيه الماء!، وتحديدًا دقيقتين و٤٨ ثانية الوقت اللي بتاخذه لتروح تشرب ماء "اذا ما ضربت اخوها"، ولو ضربته زيّد على الوقت ١٥ ثانية بس؛ لأنه راح يبكي شوي وتبوسه وتروح. التفاصيل رح تسبب لك الانتحار، ما تريد تصحى على نفسك؟، كيف راح اصحى وأنا متعلّق برموش عيونها اللي بشوفهم على المخدات اللي بيكونوا على الكنب!، تشتي ابعد عن تفاصيل التفاصيل اللي كانت السبب بمعرفة إنّه هي قبل ما تنام، بتتحرك يمين وشمال مرتين، وبتنام على بطنها، وبس تصحى بتشيل الحرام عنها على أربعة مراحل!. كيف تشتي ابعد عن التفاصيل وأنا ما بعرف عنها أي شي، وإنّه كُلّ اللي بحكي فيه هو خيال عشته الآن وأنا بتخيّل فيها بتمشي للمطبخ وبتضرب أخوها!، وتخيلتها وهي بتنام وبتصحى!. ابعد عن التفاصيل!، أنا التفاصيل يا عمي .
