Get Mystery Box with random crypto!

في هذه اللحظات يتلو أكثر من 500 حافظٍ القرآنَ الكريم عن ظهر قل | مستراح الروح ♥

في هذه اللحظات يتلو أكثر من 500 حافظٍ القرآنَ الكريم عن ظهر قلبٍ على جلسةٍ واحدةٍ.
وإني لمن أكثر خلق الله فرحًا بهذا الإنجاز التراكمي الكبير، وإنَّ من أعظم أمنياتي أن أضبط القرآن لأكون على شاكلتهم، لكني أرى في ظلال هذا المشهد المهيب أنَّ هناك ثلاثة أمور هي التي تُتَمِّمُ الإمامةَ وتُزَيِّنُ المشهد:

أولًا: أن يصل هؤلاء الحفظة إلى الضبط التام الذي لا يحتاج الحافظ معه إلى مرحلة مراجعة مُكثَّفة قبل أي اختبار، بحيث نرى هؤلاء يؤمون الناس في صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان من غير نظرٍ في المصحف كما هو الحال المعتاد الذي رأيته في أهل السودان.

وأعدل السبل في ذلك أن يحافظ الحافظ على ختمةٍ أسبوعية غيبًا ويبقى كذلك حتى يلقى الله؛ فإنَّ القرآن أشد تفلتًا من الإبل في عُقلِها.

ثانيًا: قيام منهج شرعي تربوي فكري يتضمن أساسيات تشكيل عقل المسلم، بما يحفظه في عالم الحياة من الشهوات، ويقيه في عالم الأفكار من الشبهات.

فالحفظ وحده جزءٌ من عملية تأسيس مجتمعٍ قرآني، وهو الخطوة التي تُحرِّض على ما بعدها إن شاء الله تعالى، وبهذا تنتقل مراكز التحفيظ إلى مدارس قرآنية تنتج الحافظ إنتاجًا متكاملًا.

ثالثًا: تقليل حضور الكاميرا نزولًا إلى القدر الذي تتم به مهمة التعبئة والتحريض على العيش مع القرآن فحسب؛ لأنَّ الإكثار من التسليط الإعلامي مظنة أن يفضي بالمؤسسة فضلًا عن الحفظة إلى المفاخرة والعُجب وسيء الأخلاق التي تنزع البركة والتوفيق.

وقد سرَّني أنَّ بعض من يلي الأمر في دار القرآن الكريم والسنة رأيته يوصي بتلمس النية ورعاية الإخلاص.

وأخيرًا:
اللهم اجْزِ الإخوة في دار القرآن الكريم والسنة خيرًا على ما يقدمون للأمة من خير.
وأجزل اللهم العطاء لمن رابط على مصحفه صباح مساء حتى ضبطه ولان لسانُه ليقدر على تلاوته في جلسةٍ واحدة.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن، الذين يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، وأكرمنا بحفظه وضبطه والتهجد بآياته في الليل، واجعلنا ممن يقاتل به في معركة الحق والباطل يا رب العالمين.

محمد بن محمد الأسطل
صبيحة الثلاثاء 25-1-1444 هـ، الموافق 23-8-2022

#غزة