هذه الليلة من مواسم الشيطان، يجتمع فيها أهل المجون والفجور وال | هدى وبيّنات

هذه الليلة من مواسم الشيطان، يجتمع فيها أهل المجون والفجور والعصيان، تحصل فيها أنواع الكبائر وألوان الموبقات، الأصل أنها لا تُخص بشيء من العبادة ولكنها ككل يوم أو موسم يظهر فيه العصيان والمُنكر مناسبة للمؤمن ليعلن البراءَة القلبية ويحمد الله الذي عافاه مما ابتلى به كثيرا من الناس، ويسأل الله السلامة وتثبيت القلب، ويدعو بالهداية لعصاة المسلمين، ويستغفر الله ويسأله العفو والعافية، ويُظهر الإنكار وينأى بنفسه عن تكثير سوادِ الغافلين وعن مهادنتهم في أمر الشريعة والدين، وقد يسعه الاجتهاد في الذكر والدعاء بنيّة العبادة في أزمنة الغفلة، قالَ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّم: "الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ"، قال الإمام النووي: الْمُرَادُ بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَةُ وَاخْتِلَاطُ أُمُورِ النَّاسِ، وَسَبَبُ كَثْرَةِ فَضْلِ الْعِبَادَةِ فِيهِ أَنَّ النَّاسَ يَغْفُلُونَ عَنْهَا، وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا، وَلَا يَتَفَرَّغُ لَهَا إِلَّا أَفْرَاد"، اللهم نعوذ بك من الغفلة والفتنة ورقّة الدين واختلاط الأمور.