Get Mystery Box with random crypto!

قال الغزالي في [فقه السيرة ٩]: 'أما أن محبة رسول الله ﷺ واجب | هدى وبيّنات

قال الغزالي في [فقه السيرة ٩]:

"أما أن محبة رسول الله ﷺ واجبة؛ فهذا ما لا يماري فيه مؤمن، وما يغيض حبه إلا من قلب منافق جحود.
ولكن أن تكون هذه العاطفة مظهر الولاء له، فهذا ما يحتاج إلى تهذيب وبيان.
إن يثرب من ناحية العمران العام أقل منها يوم كانت موطنا للأوس والخزرج في الجاهلية الأولى، وما يزرع اليوم من أرضها عشر ما كان يزرعه العرب قديما، وجمهور السكان من رواسب المواسم المزدحمة بالحجيج والزوار، وهم يؤثرون الجوار العاطل على العودة للعمل في بلادهم، ويسمون ذلك هجرة! فهل ذلك إسلام أو حب لرسول الله ﷺ؟!.
أذكر أنه قابلني نفر من أهل المغرب يزعمون أنهم قدموا إلى المدينة فرارا بدينهم من الفتن، فأفهمتهم أنهم فارون من الزحف، لأن إخوانهم يقاتلون الفرنسيين الغزاة، وهم مجرمون بتركهم المجاهدين يحملون واحدهم عبء هذا الكفاح.
إن هذا الحب لرسول الله ﷺ غير مفهوم، وهذه الهجرة لمدينته غير متقبلة، وصلة نبي الله بعباد الله أشد وأحكم من أن تأخذ هذه السبل الشاردة الملتوية.
إن أعداء الإسلام تمكنوا- في غفلة أهله- أن يصدعوا بناءه، ويجعلوه أنقاضا؛ فكيف يترك تراث محمد ﷺ نهبا للعوادي؟! وكيف يمهد للجاهلية الأولى أن تعود؟! وكيف يقع هذا التبدل الخطير في سكون؟! بل في مظهر من الحب لرسول الله ﷺ؟!.
فليفقه المسلمون سيرة رسولهم العظيم.
وهيهات أن يتم ذلك إلا بالفقه في الرسالة نفسها، والإدراك الحق لحياة صاحبها، والالتزام الدقيق لما جاء به.
ألا ما أرخص الحب إذا كان كلاما، وما أغلاه عند ما يكون قدوة وذماما!."