نعمان شعلان انتابني الليلةَ شعور غريب!! شيئ ما في داخلي يدف | شبكة إب الإخبارية

نعمان شعلان

انتابني الليلةَ شعور غريب!!

شيئ ما في داخلي يدفعني للغضب .. للسَّب ..للشتيمة، للعدوان اللفظي بكل مفردات الحقد والحمق والبغضاء الدفينة! حتى مصطلحات الخيبة التي دفنتها منذ أربعين عامًا تسللت من أرماسها .. طفتْ فوق لساني بهمزها ولمزها ومدها وجزرها.

يتكوَّمُ في حلقي غثاء الأقاويل النَّابية، وزئير المشاحنات القاسية .. يا ...

فوهة بركان ستثور أو تكاد .. ستصرخ بالحمم الغاضبة مِن قاعها إلى رأسها!!

هيا .. يا نعمان .. اطلق عنان الغضب فائرًا مدويًا .. احرق مروج السكون يا سعير النَّار، اشعل فتيل الجمر يا لهيب الثار .. لا تبقي ولا تذر .. الأشخاص والمنظمات والجماعات، الأحزاب والدول والأحلاف، القبائل والاتحادات والتكتلات، الجموع والأفراد والأشتات ...

تكاملت في نفسي شهوة الجبروت والانتقام .. تعاظمت في خيالي لحظة الوثوب والتَّجني .. شرارة واحدة تكفي لإحراق الأرض بفساقها وعبادها وضعافها وشجعانها.

لحظتها تنبهت .. تنبهتُ قبل أن يعربد الطوفان الرجيم.

لحظة .. لأكتشف أولًا مصدر النِّيران .. رحلت إلى قلبي، عبرتُ سياج خفوقه اللاهث بالزفير؛ فإذا أنا بين تضاريس وواحات وقفار، أحراشٍ وأدغالٍ وكهوف .. تتبعت شعلة الوقيد في الأغوار .. وقفت على مكمن الخطر .. هذه الزَّاوية الموحشة ..

يا الله!! ألم يقتلع معلمونا الأوائل أشواك هذه العتمةِ قبل عقودٍ ماضية؟ أذكر أيامهم، فكيف أنساها؟! أيادٍ بيضاء شذَّبتْ أوراق نفسي، وغرستْ أزهار عمري، أجروا في عروقي مياه الرَّي والتَّعافي، وزينوا أركان حسي بالورد والريحان.

والآن .. ما الذي يجري هنا؟! قَلَّ ماؤها وذبل زهرها، جمال طلعتها أين راح؟! يأكله قحط السنين الجاثمة، يا للفاجعة .. السوس .. ينخر في جذورها اليابسة.

يا الله .. ألهذا تأجج نافوخ رأسي برغوة الجن والشياطين؟

عد إلى جذورك يا صاح، هيا .. دع ضجيج الإعلام والجدال والخصومة .. هيا .. أصلح ما فسد مِن هذه التُّربة الخصيبة، عد واصطحب في يديك مصحفًا وقنديلًا ومنجلًا قويًا.
لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات في محافظة إب واليمن على قناتنا في تيلجرام يرجى الضغط على رابط القناة أسفل
https://telegram.me/ibbfree

شبكة إب الإخبارية I.N.N