Get Mystery Box with random crypto!

✿ ‏اقترب قليلا بقلبك، واقرأ أحرفي هذه بتأن وصدق، فهي تخاطبك | مَوَاعِظُ اِبْنِ الْجَوْزِيِّ




‏اقترب قليلا بقلبك، واقرأ أحرفي هذه بتأن وصدق، فهي تخاطبك أنت، أنت الذي كنت تسأل الله أن يبلغك رمضان، وأنت الذي عقدت العزم على الطاعات، وترجو بأن تقلع فيه عن السيئات؛ ما هو حالك الآن؟ هل تغير شيء أم لا؟ هل حققت في رمضان ما كنت تؤمل؟ هل رمضان هو رمضان أم لا؟ إلى آخر ما كنت تتوقع!

‏إن كانت الإجابات نعم؛ فاحمدالله، واسأله الزيادة والثبات، وإن كانت لا، فاقترب أكثر..

‏فأنتَ الآن في الليلة الثامنة عشر من رمضان، وأعلمُ أنكَ تعلم أن رمضانَ ليس كبقيّة أيام العام، وقد كنتَ شاهدتَ أو سمعتَ قصص الذين امتنَّ الله عليهم -في مثل أيامك الآن- فتابوا واهتدوا طيلة حياتهم!

‏قلتُ لك أنك في أيّ ليلة؟ في الليلة الثامنة عشرة من رمضان، أي: أنك ما زلت ترفل في نعيم رمضان، فالفرصة الثمينة للتوبة بين يديك، وتنتظرك، بل وحتى الله يفرح!

‏ربما سألت كيف؟ ولماذا رمضان؟

‏سأخبرك، فلا تستعجل:
‏- وعدك الله بأنك إذا صمت إيماناً واحتساباً، أنه سيغفر لك ما تقدم من ذنبك.
‏- وفتحَ لك فرصة أخرى بأنك إذا قمت مع إمامك حتى ينصرف أنه سيغفر لك ما تقدم من ذنبك.
‏- وفتحَ لك أيضاً أنك إذا قمت ليلة القدر إيماناً واحتساباً أنه سيغفر لك ما تقدم من ذنبك.

‏ثم إن الله قد أعانك، بأن صدَّ عنك الشيطان، وهيأ لك كل سبيل للهداية؛ فماذا تنتظر؟ إن لم تتب في "رمضان" فمتى؟!

‏اعلم أخيراً بأن الله يفرح بتوبتك مهما عملت وأسأت، وأن الله يُحب صنيعك هذا، وقد حثّك على التوبة في كثير من المواضع، بل إنه تعالى حثّ للتوبة الذي قال عنه بأنه اتخذ ولداً وصاحبة؛ فقال بعدما ذكر مقالتهم: (أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم) فما الظن بمن يسجد له ويوحده!؟

• سيّال