Get Mystery Box with random crypto!

✿ هكذا ينبغي أن يكون حالُ العبدُ مع ربه كان رجلٌ من أصحا | مَوَاعِظُ اِبْنِ الْجَوْزِيِّ




هكذا ينبغي أن يكون حالُ العبدُ مع ربه

كان رجلٌ من أصحاب ذي النون يطوف في السِّكك يبكي، ويُنادي: أين قلبي، أين قلبي، مَن وجد قلبي؟!

فدخل يومًا بعضَ السكك، فوجد صبيًّا يبكي وأمّه تضربه، ثم أخرجته من الدار وأغلقت الباب دونه. فجعل الصبي يلتفت يمينًا وشمالًا، ولا يدري أين يذهب ولا أين يقصد. فرجع إلى باب الدار، فوضع رأسه عَلى عتبته فنام، فلما استيقظ جعل يبكى، ويقول: يا أمّاه، مَن يفتح لي الباب إذا أغلقت عني بابك، ومن يُدنيني من نفسه إذا طردتيني، ومَن ذا الَّذِي يئويني بعد أنْ غضبت عليَّ؟
فَرَحمَتْهُ أمُه، فقامت فنظرت من خلل الباب فوجدت ولدها تجري الدموع عَلى خده متمعِّكًا (١) في التراب.

ففتحت البابَ وأخذته حتى وضعته في حِجرها، وجعلت تُقبله وتقول: يا قُرَّة عيني وعزيز نفسي، أنت الَّذِي حملتني عَلى نفسك، وأنت الَّذِي تعرَّضت لما حلَّ بك، لو كنت أطعتني لم تلقَ مني مكروهًا.
فتواجد (٢) الرجلُ، ثم قام وصاح، وقال: قد وجدتُ قلبي، قد وجدتُ قلبي.

هكذا ينبغي أن يكون حالُ العبدُ مع ربه.

مجموع رسائل ابن رجب (149/1)

(١) متمعك: أي تقلّب وتمرّغ في التراب.
(٢) فتواجد: أي حزن.