2022-06-23 08:01:00
لقد اعتدتِ أن تنظري إلى نفسكِ بعينيكِ أنتِ
فتعالي أُريكِ نفسكِ بعينيَّ أنا!
مما جاءَ في خبر خلق أُمنا حوَّاء
أنَّ الله تعالى لما خلقَ آدم عليه السلام وأسكنه الجنَّة استوحشَ
فأخذ سبحانه قطعةً من ضلع آدم
قطعة قريبة جداً من القلب
وخلقَ له منها حوَّاء لتؤنسه!
هذه أنتِ!
المرأة التي لا تكون الجنة بدونها جنَّة!
أنتِ الأم التي جعل الله تعالى الجنة عند قدميكِ!
وأنتِ الزوجة التي لا يكون الرجل رجلاً،
إلا إذا أكرمكِ!
وأنتِ البنتُ التي جُعلتْ حجاب أبيها من النار!
وأنتِ الأختُ التي وصْلُها عبادة!
وأنتِ العمّة التي توضعُ تاجاً على الرأس!
وأنتِ الخالة التي قال عنها النبيُّ ﷺ:
الخالة بمنزلة الأم!
وأنتِ الجارة التي تُصان كأنها عِرض
وأنتِ المسلمة التي كانت تُحرَّكُ لأجل كرامتها الجيوش
أُهينتْ مرةً أمرأة مسلمة فصرختْ: وامعتصماه!
فبلغتْ تلك الصرخة المعتصم فجهَّز لها جيشاً
أوله عندها وآخره عنده!
أنتِ الحضن الحنون الذي نأوي إليه
هاربين من مشقة الحياة،
وأنتِ الكتف الذي لا نستغني عن الاتكاء عليه رغم رقّته!
وأنتِ العكّاز الذي لا نستغني عن الاستناد عليه رغم نعومته!
وأنتِ مصنعُ الرجال ومهد الأبطال!
لستِ ضلعاً قاصراً أبداً،
ولا مخلوقاً ضعيفاً يستحقُّ الشَّفقة،
أنتِ نصف المجتمع!
وأنتِ التي تلدين، وتربين النصف الآخر،
كل رجلٍ جاء إلى الدنيا،
كان يوماً جنيناً في بطنكِ يأكل من صحتكِ وعافيتكِ!
كل مَلكٍ، أو زعيم، أو مفكر، أو ثري، أو ناجح
كان يوماً قطعة لحم صغيرة بين يديكِ!
كل نبيٍّ أنتِ ربَّيتِه،
وكل عظيمٍ أنتِ صنعتِه،
فارفعي رأسكِ عالياً!
138 views05:01