إلى طلاّب الثانوية العامة ! بارك الله في جهودكم وبلّغكم أمانيك | ثمرات العلم
إلى طلاّب الثانوية العامة ! بارك الله في جهودكم وبلّغكم أمانيكم وبعد : طلابا وطالبات.. ليس الأمر كما يظنّ البعض أنّها نسب وشهادات، الأمر أبعد من ذلك؛ فهناك أُمّة تنتظر من يبرُّ بها فيُعلي ما سفُل منها، ولذا لا تجعل موفور همّك نسبةٌ وشهادة لأن الأمر سيؤول بعدُ إلى العيش بلا هدف وغاية.. بل حركة أعوام تمضي بلا نفع! جدّ واجتهد واجمع بين الهمّة العالية ووضوح الهدف والغاية، فالهمّةُ وقودك إلى وجهتك، والغاية والهدف هي وجهتك التي تسعى إليها، فإن عُدمت الهمة فلن تسير، وإن فقدت وضوح الغاية والهدف ستتوه حتما إذ أنك تسير إلى لا شيء !!
لا تخدعك نفسك بحجج في نهايتها الحسرةُ والندامة - كأوضاع البلاد مثلا- فإن هذه الحجج وهذه الأزمات ستمضي حتما ولا يبقى إلا ما أبليت من حسن أو قبيح.. كثير من الإنجازات لا تنال إلا على جسر من التّعب.. هي سنّة الله في خلقه، نتاج التّعب الراحة، ونتاج الراحة التّعب!! ما وصل من وصل بعد توفيق الله إلا بصدق النية والجد والاجتهاد الممزوج بالتعب وربما الألم !! أبو هريرة حافظُ الصحابة هو رجل حفظ الله به سنّة رسوله.. كان ملازما للنبي -صلى الله عليه وسلم- تاركا الدنيا خلفه يتتبّع رسول الله يحفظ حديثه مع شدة عيش وضيق حال، بل قيل إنه كان يُصرعُ من الجوع، فيأتي الآتي فيضع رجله على رقبته يظنّ أن به مسّا، وما صرعه إلا الجوع .. ثم أُنظر ما يكون أبو هريرة .. رفع الله شأنه وأعلا قدره، فصار يتمخّطُ في الكتان ويقول : بخ بخ ألو هريرة يتمخّطُ في الكتان .. وهذا الإمام مالك اشتد به الحال حتى نقض خشب سقف بيته فباعه فلما وصل لمبتغاه ضُربت إليه أكباد االإبل وهذا الإمام أحمد باع نعليه واشتغل حمّلا لما نفدت نفقته في رحلته للإمام عبد الرزاق !! ثم انظر من هو الإمام أحمد !! والبخاري الذي لا تكاد تخلو خطبة ولا درس ولا حديث إلا ويذكر .. فقده الناس أيامًا في حلقة التحديث فزاره بعض الطلاب فوجدوه في بيته لا يجد ما يستر به عورته !! وبعضهم بال الدّم في طلب الحديث، وبعضهم قطعت رجله في طلب العلم وسردُ هذا يطول .. لذا همة وهدف وصدق .. يضيق الحال في أول الأمر ثم يئول لذة وسعة وتمكينا !!
وأُعيذك بالله أن تقدّم شيئا من هذه الحقيرة على الآخرة فهذا هو عنوان الفشل! أن تسمع النداء فتقدّم المذاكرة على المسابقة للصلاة !! أن تسهر إلى الثلث الآخر من الليل حتى إذا نزل ربنا إلى السماء الدنيا وقد خلّصت المقرر طويت الكتاب ونمت !! وربك يدعو هل من سائل فأُعطيه !! عنوان النجاح في تقديم محاب الله فإنه سيفتح لك مالا يفتح لغيرك والله الموفق.
