Get Mystery Box with random crypto!

#دعاء_الندبة الْحمْد لله ربّ الْعالمين وصلّى الله على سيّد | الإمــام الحـسـين عليه السلام 🍂

#دعاء_الندبة

الْحمْد لله ربّ الْعالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد نبيّه وآله وسلّم تسْليماً، اللّـهمّ لك الْحمْد على ما جرى به قضاؤك في اوْليائك الّذين اسْتخْلصْتهمْ لنفْسك ودينك، اذ اخْترْت لهمْ جزيل ما عنْدك من النّعيم الْمقيم الّذي لا زوال له ولا اضْمحْلال، بعْد انْ شرطْت عليْهم الزّهْد في درجات هذه الدّنْيا الدّنيّة وزخْرفها وزبْرجها، فشرطوا لك ذلك وعلمْت منْهم الْوفاء به فقبلْتهمْ وقرّبْتهمْ،


وقدّمْت لهم الذّكْر الْعليّ والثّناء الْجلىّ، واهْبطْت عليْهمْ ملائكتك وكرّمْتهمْ بوحْيك، ورفدْتهمْ بعلْمك، وجعلْتهم الذّريعة اليْك والْوسيلة الى رضْوانك، فبعْضٌ اسْكنْته جنّتك الى انْ اخْرجْته منْها، وبعْضٌ حملْته في فلْكك ونجّيْته ومنْ آمن معه من الْهلكة برحْمتك، وبعْضٌ اتّخذْته لنفْسك خليلاً


وسألك لسان صدْق في الاْخرين فاجبْته وجعلْت ذلك عليّاً، وبعْضٌ كلّمْته منْ شجـرة تكْليماً وجعلْت له منْ اخيه ردْءاً ووزيراً، وبعْضٌ اوْلدْته منْ غيْر اب وآتيْته الْبيّنات وايّدْته بروح الْقدس، وكلٌّ شرعْت له شريعةً، ونهجْت له منْهاجاً، وتخيّرْت له اوْصياء، مسْتحْفظاً بعْد مسْتحْفظ منْ مدّة الى مدّة، اقامةً لدينك، وحجّةً على عبادك، ولئلّا يزول الْحقّ عنْ مقرّه ويغْلب الْباطل على اهْله،


ولا يقول احدٌ لوْلا ارْسلْت اليْنا رسولاً منْذراً واقمْت لنا علماً هادياً فنتّبـع آياتك منْ قبْل انْ نذلّ ونخْزى، الى ان انْتهيْت بالاْمْر الى حبيبك ونجيبك محمّد صلّى الله عليْه وآله، فكان كما انْتجبْته سيّد منْ خلقْته، وصفْوة من اصْطفيْته، وافْضل من اجْتبيْته، واكْرم من اعْتمدْته، قدّمْته على انْبيائك، وبعثْته الى الثّقليْن منْ عبادك، واوْطأته مشارقك ومغاربك، وسخّرْت له الْبراق، وعرجْت (به) بروْحه الى سمائك،


واوْدعْته علْم ما كان وما يكون الى انْقضاء خلْقك، ثمّ نصرْته بالرّعْب، وحففْته بجبْرئيل وميكائيل والْمسوّمين منْ ملائكتك ووعدْته انْ تظْهر دينه على الدّين كلّه ولوْ كره الْمشْركون، وذلك بعْد انْ بوّأته مبوّأ صدْق منْ اهْله، وجعلْت له ولهمْ اوّل بيْت وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركاً وهدىً للْعالمين، فيه آياتٌ بيّناتٌ مقام ابْراهيم ومنْ دخله كان آمناً، وقلْت (انّما يريد الله ليذْهب عنْكم الرّجْس اهْل الْبيْت ويطهّركمْ تطْهيراً)


ثمّ جعلْت اجْر محمّد صلواتك عليْه وآله مودّتهمْ في كتابك فقلْت: (قلْ لا اسْالكمْ عليْه اجْراً الاّ الْمودّة فى الْقرْبى) وقلْت (ما سألْتكمْ منْ اجْر فهولكمْ) وقلْت: (ما اسْالكمْ عليْه منْ اجْر الاّ منْ شاء انْ يتّخذ الى ربّه سبيلاً)، فكانوا هم السّبيل اليْك والْمسْلك الى رضْوانك، فلمّا انْقضتْ ايّامه اقام وليّه عليّ بْن ابي طالب صلواتك عليْهما وآلهما هادياً، اذْ كان هو الْمنْذر


ولكلّ قوْم هاد، فقال والْملأ امامه: منْ كنْت موْلاه فعليٌّ موْلاه اللّـهمّ وال منْ والاه وعاد منْ عاداه وانْصرْ منْ نصره واخْذلْ منْ خذله، وقال: منْ كنْت انا نبيّه فعليٌّ اميره، وقال انا وعليٌّ منْ شجرة واحدة وسائرالنّاس منْ شجر شتّى، واحلّه محلّ هارون منْ موسى، فقال له انْت منّي بمنْزلة هارون منْ موسى الّا انّه لا نبيّ بعْدي، وزوّجه ابْنته سيّدة نساء الْعالمين، واحلّ له منْ مسْجده ما حلّ له، وسدّ الاْبْواب الاّ بابه، ثمّ اوْدعه علْمه وحكْمته


فقال: انـا مدينة الْعلْم وعلىٌّ بابها، فمنْ اراد الْمدينة والْحكْمة فلْياْتها منْ بابها، ثمّ قال: انْت اخي ووصيّي ووارثي، لحْمك منْ لحْمي ودمك منْ دمي وسلْمك سلْمي وحرْبك حرْبي والإيمان مخالطٌ لحْمك ودمك كما خالط لحْمي ودمي، وانْت غداً على الْحوْض خليفتي وانْت تقْضي ديْني وتنْجز عداتي وشيعتك على منابر منْ نور مبْيضّةً وجوههمْ حوْلي في الْجنّة وهمْ جيراني،


ولوْلا انْت يا عليّ لمْ يعْرف الْمؤْمنون بعْدي، وكان بعْده هدىً من الضّلال ونوراً من الْعمى، وحبْل الله الْمتين وصراطه الْمسْتقيم، لا يسْبق بقرابة في رحم ولا بسابقة في دين، ولا يلْحق في منْقبة منْ مناقبه، يحْذو حذْو الرّسول صلّى الله عليْهما وآلهما، ويقاتل على التّأويل ولا تأخذه في الله لوْمة لائم، قدْ وتر فيه صناديد الْعرب وقتل ابْطالهمْ وناوش (ناهش) ذؤْبانهمْ،