Get Mystery Box with random crypto!

في رحاب الضامن (٨٠)  روى الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام | العتبة الرضوية المقدسة

في رحاب الضامن (٨٠) 

روى الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «... والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصًا.»
عيون أخبار الرضا (ع) ٢٥٣:٢
 
الشرح  
أيها الرضوي! يحدّثك الرؤوف عليه السلام هنا عن الإخلاص؛ أي أن يكون العمل خالصًا لوجه الله تعالى، من غير أن يكون بقصد الرياء بل بقصد القربة إليه عز وجل وحده، كما أنه لا يقتصر على العبادات فقط كالصوم والصلاة وغيرها ... بل على كل عملٍ يقوم به الإنسان مهما كان ضئيلًا في نظره حتى في النوم وتناول الطعام.   

لقد حثّت الشريعة الإسلامية على الإخلاص في العمل، وعلى الإنسان أن يجعل نيته صافيةً وصادقةً في كل عملٍ يقوم به من أجل نيل رضا الله والتقرب إليه، فقد قال تعالى: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ، أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾(١)، إلا أنّ جميع الأعمال متفاوتة بسبب المحفّزات التي يمتلكها الإنسان، إذ كلما كان للعمل هدف محدد ولم يكن مشوبًا بالرياء، كان عملًا زاكيًا ومقبولًا عند الله عز وجل، أما إذا كان العمل من دون نية خالصة، مهما كان حجمه ومقدار الجهد الذي بُذِل فيه، إلا أنه يكون غير مقبولٍ من قِبَل الباري تعالى، فقد قال الإمام علي عليه السلام: «العمل كله هباء إلا ما أخلص فيه.»(٢)   

أيها الرضوي! إنّ عليك أن تستشعر مراقبة الله تعالى لك عند القيام بأيّ عمل، وأن تُحدّث نفسك من أنها في حالة عبادةٍ دائمةٍ مهما كان نوع ذلك العمل، ثم تعقد النية الصادقة قبل القيام به حتى يكون خالصًا، فلا تجعل عملك من أجل إرضاء الناس أو من أجل الرياء، بل عليك أن تنتبه جيدًا من مكائد الشيطان الذي يتلبّس بلباس التقوى ليوقعك في حبائله، لذا كن حذرًا ومنتبهًا عند القيام بأيّ عملٍ واعقد النية الخالصة قبله حتى تنال القبول منه عز وجل، وتذكّر دائمًا قول الإمام الصادق عليه السلام: «العمل الخالص: الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل.»(٣)  
 
١. سورة الزمر، الآيتان ٢-٣
٢. ميزان الحكمة ٧٥٧:١
٣. الكافي ١٦:٢

العتبة الرضوية المقدسة
+989903888900
t.me/ImamRedaAS