قصص الأنبياء النبي نوح عليه السلام أخذ النبي نوح عليه ا | العتبة الرضوية المقدسة
قصص الأنبياء
النبي نوح عليه السلام
أخذ النبي نوح عليه السلام جانب اللين ولكن القوم لم يزيدوا إلا عنادًا، ولم يؤمن به إلا قلة من الناس وأما أولئك الكفار فقالوا: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ}(۱)، وقد عبّروا عنهم بالفقراء وسفلة الناس، فلو اتبعناك لصرنا مثلهم، فأجاب بأن {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(۲)، لا أعلم ما يعملون وصنائعهم ولم أُكلّف بذلك فأنا دعوتهم فاستجابوا {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ}(۳) واستفاضوا وإن أردت هدايتنا واعزازنا فاطرد هؤلاء الأرذلون الذين آمنوا بك، فإنا لا نستطيع أن نقرن بهؤلاء فكيف نستجيب لدين يستوي فيه الشريف بالوضيع والكبير بالصغير، {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ}(٤) وكيف أطرد قومًا نصروني وما لقيت منكم إلا الخذلان {إن أنا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ}(٥) مخوفًا من معصية الله، داعيًا إلى طاعته، ولما انقطع القوم عن الاحتجاج ولم يتمكنوا من رد الأدلة التي ذكرها نوح عليه السلام أخذوا يهددونه بالرجم بالحجارة {قَالُوا لَئن لَّمْ تَنتَهِ يَنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجومِينَ}(٦)، فشكا أمره إلى رب العالمين {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمى كَذَّبُون}(٧)
ولكن نوح عليه السلام لم ييأس منهم بل كان يأتيهم كل صباح ومساء وينذرهم ولكن القوم كلما جاءهم نوح للدعوة {جَعَلُوا أَصْابعَهُمْ فِي أذَانِهِمْ}(٨)، حتى لا يسمعوا كلامه {وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ}(٩) حتى لا يروه، وكثيرًا ما هاجموه وضربوه حتى يغشى عليه، لكن نوحًا النبي العظيم العطوف الحليم كان إذا أفاق يقول: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».(١٠) يتبع ...
١. سورة الشعراء ١١١ ٢. سورة الشعراء ١١٢ ٣. سورة الشعراء ١١٣ ٤. سورة الشعراء ١١٤ ٥. سورة الشعراء ١١٥ ٦. سورة الشعراء ١١٦ ٧. سورة الشعراء ١١٧ ٨ - ٩. سورة نوح ٧ ١٠. قصص الأنبياء في القرآن الكريم ٣٢
