Get Mystery Box with random crypto!

الأهداف الخفيّة بعد أن رأى المأمون سخط الناس عليه وهو جالس | العتبة الرضوية المقدسة

الأهداف الخفيّة

بعد أن رأى المأمون سخط الناس عليه وهو جالس على كرسي الحكم، شعر أن قلوبهم تهفو للإمام الرضا عليه السلام أكثر منه وسط كل الثورات والنزاعات، فأصرّ حينها على تولي الإمام الرضا عليه السلام لولاية العهد ولو بالقوة، إذ سعى إلى تحقيق أهداف خفيّة كلها تصب في سبيل تشويه صورة الإمام الثامن عليه السلام؛ خاصة فكرة الزهد ونقض النمط السائد المعروف عن الأئمة عليهم السلام في عدم اهتمامهم بزخارف الدنيا ومناصبها، فعندما يتولى إمام معصوم زمام السلطة يكون قد فتح أمامه أبواب جنة الدنيا، وعليه أن يُسرع نحوها ويتنعم بها ...

كانت النفوس في ذلك الزمان تميل للإمام الرضا عليه السلام، إذ كان يُعتبر قبلة للآمال ومقصدًا للناس من أجل الإجابة على مسائلهم والاستماع لهمومهم ومشاكلهم، فأراد المأمون من خلال ولاية العهد أن يُدخل الإمام عليه السلام وجميع العلويين ومن معهم من أهل الصلاح تحت سيطرته، محاولًا بذلك إفقاد الإمام عليه السلام للعنصر الشعبي من خلال المراقبة الشديدة من قبل أجهزة الدولة، فيكون بذلك قد شيّد حاجزًا بينه وبين الناس؛ لِيُضعف الترابط العاطفي بين الطبقة الشعبية والإمام عليه السلام ...

ولعل سعي المأمون في ذلك الأمر أيضًا، كان من أجل اكتساب السمعة المعنوية والوجاهة والصيت الحسن من خلال اختياره لابن بنت النبي صلى الله عليه وآله للحكم، فعندما يمدح الجميع الحاكم الذي نصّب صاحب الشخصية المعنوية والمقدسة لتولي الحكم، مُبعدًا بذلك إخوته وأبناءه عن كرسي الخلافة، سيرفع بذلك من مقام المأمون في قلوب الناس ليكون مقام الإمام عليه السلام أدنى منه، وهذا ما كان يعتقده الخليفة العباسي، كما نستطيع القول أنّ المأمون أراد أن يجعل من حكم الإمام عليه السلام قلعة منيعة يمكنه من خلالها أن يخفي عن الأعين أخطاء الخلافة وقبائحها، فمن البديهي جدًا أن شخصًا كالإمام عليه السلام إذا قام بشرح وتبرير ما يقوم به جهاز الحكومة سوف يأمن النظام من طعنات الظهر والأصوات المخالفة، إلا أن الإمام الرضا عليه السلام وقف في وجه تلك المخططات جميعها، ورغم كل تدابير المأمون علا شأن إمامنا أكثر وأكثر ...

تاريخ النبي (ص) وأهل البيت (ع) ٢٦٥

العتبة الرضوية المقدسة
+989903888900
t.me/ImamRedaAS