أي طفل هذا؟! في سنة ٢١٨ هـ، كان المعتصم هو حاكم الدولة العب | العتبة الرضوية المقدسة
أي طفل هذا؟!
في سنة ٢١٨ هـ، كان المعتصم هو حاكم الدولة العباسية، فعندما أُقصي الإمام الجواد عليه السلام بطلب من الحاكم إلى بغداد وقبل شهادته بسنتين، بقي الإمام الهادي عليه السلام مع أهله في المدينة المنورة وقد كان عمره الشريف ست سنوات، وعندما وصل الإمام الجواد عليه السلام إلى بغداد، انتاب المعتصم فضول شديد، فسأل عن أسرة الإمام، ولما علم أن ابنه البكر هو علي بن محمد، رأى أنه خطر عليه، ففكر في حل للتخلص منه ...
وبخطة خبيثة أمر المعتصم أحد أقاربه بالذهاب إلى المدينة حتى يجد فيها من هو عدو لأهل البيت عليهم السلام، فيودع عنده ذلك الطفل ليكون معلمًا له، ويقوم بتربيته كي يصبح عدوًا لأسرته، ومواليًا للسلطة الحاكمة، فوقع اختياره على الجنيدي الذي كان من أشد المخالفين والمعاندين لأهل البيت عليهم السلام ليقوم بهذه المهمة، وطلب منه أن يُربي الطفل ويؤدبه وأن لا يسمح لأي شخص كان بالتواصل معه!
مرّ زمن على هذا الأمر، حتى أتى مبعوث من قِبل الحكومة العباسية، ليسأل الجنيدي عن أحوال ذلك الطفل، عندها قال له باستنكار: أي طفل هذا؟ أهذا هو الطفل؟ إنني أُبيّن له مسألة في الأدب، فيُبيّن لي أبوابًا من الأدب حيث أتعلم منه! فأين درس هذا الطفل وتعلم؟! وأطلب منه أحيانًا عندما يدخل إلى الحجرة أن يقرأ سورة من القرآن، وعندما يدخل _ وأنا أريد أذيته _ يسألني: أي سورة أقرأ؟ فأقول له: اقرأ سورة كبيرة، كسورة آل عمران مثلًا، فيقرأها عليّ، ويبيّن لي مواضع الإشكال في قراءتها، إنهم علماء وحفاظ للقرآن، وعلماء بالتأويل والتفسير، أي طفل هذا؟! وبعد مدة من ارتباط هذا الطفل بأستاذه، أصبح ذلك الأستاذ من أشد الموالين والمحبين لأهل البيت عليهم السلام ...
