Get Mystery Box with random crypto!

صليت صلاة جمعة في أحد مساجد القدس أول ما فتحت المساجد، وكان ال | قناة طلاب العلم الدعوية

صليت صلاة جمعة في أحد مساجد القدس أول ما فتحت المساجد، وكان القائمون على المسجد -غفر الله لهم- يشددون على التباعد مع أنهم لم يشددوا على كمامة ولا سجادة..

التقيت بالأخ الصديق خطيب الجمعة على باب المسجد، بعد المصافحة والاطمئنان على الأهل والأحباب، سألته: ليش يا رجل بتقول للناس تباعدوا في الصلاة؟

قال والله أنا فكرت فيها معقول مؤامرة؟ بس كيف بدها تكون مؤامرة وهي مش عنا لحالنا؟ أنا شفت التباعد موضوع عالمي في كل البلدان فاستبعدت تكون مؤامرة عندنا (من الاحتلال) على المساجد في مدينة القدس!!!

قلت له المؤامرة عالمية على الإسلام والمسلمين، اقتنع أو لم يقتنع لا أدري!!

ولم تكن تتوفر معلومات كافية حول الوضع في الدول العربية..

الآن:
هاكم المشاهد من ثلاثة بلاد تحيط بالقدس:
هذه مصر؛ مساجدها وحفلاتها!!!
وهذه رام الله؛ مساجدها وحفلاتها!!!
وهذه الأردن؛ مساجدها وحفلاتها!!!!

الأمر ليس بحاجة توضيح..
ولو قال قائل:
هذه الناس تذهب بالآلاف إلى الحفلات أكثر من ذهابها إلى المساجد، أقول:
طبيعي أنه: [وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ] ولكن:

خلينا نقول أن الذين حضروا الاحتفال ١٠ آلاف، والذين حضروا الصلاة ١٠ أشخاص فقط، لماذا ال١٠ آلاف يسمح لهم بالاكتظاظ والتراصّ، أما ال١٠ أشخاص يُفرض عليهم التباعد؟
حدثني أحد الإخوة أنه صلى في نابلس هو وشقيقه وحدهما خلف الإمام، وأصر ذلك الإمام بأن يباعدهما عن بعضهما!!!

موسم الحج مثلاً يزحف إليه الناس "رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍۢ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍۢ" يحضره ثلاثة ملايين مسلم أو أكثر، لماذا تم منعهم؟ لماذا مع أن الحفلات الراقصة في الرياض تمّت؟

لماذا في الأردن يتم إلزام الناس على التباعد في الصلاة ومنع الدروس في المساجد وحتى يُمنعون من لمس المصاحف ويتم التشديد على المصلين، ثم يقوم النظام بتسيير المواصلات مجاناً للذين يريدون حضور الحفلات؟!!

في مصر الكل كان يشاهد الكمّ الهائل من المصلين في صلوات التراويح والجمعة وغيرها؟ تم التقييد عليهم وعزل بعض خطبائهم وإقصاء بعض الأئمة بسبب عدم وجود تباعد، ثم يقيمون الحفلات الراقصة التي تجمع الآلاف بدون تباعد!!!!

إلى إخوتي الخطباء والمدرّسين والعلماء الأفاضل.. إن التوسع في دراسة الفقه ومقارناته لا تغني عن الاطّلاع على الواقع السياسي..
إن حمل الإسلام رسالة هدى ونور يجب أن يكون عملاً تكتلياً مبدئياً على أساس الإسلام.. فلا يكون فردياً ولا فقهياً فقط، الذين توسعوا في الفقه مع الأسف انجرّوا وراء قرارات منظمة الصحة العالمية وبدؤوا بالبحث عن مخارج لتوصياتها في هيئة الصلاة التي أُمر بها النبي صلى الله عليه وسلم في السماء ليلة الإسراء..
منظمة الصحة توصينا بلبس الكمامة أو بإحضار سجادة صلاة لا يوجد مشكلة، أما أن توصينا أن نفرّق صفوفنا وأن نغير في هيئة صلاتنا، فهذا والله هو الخسران المبين.

ما ينقص الأمة ليس الفقهاء ولا القضاة ولا العلماء ولا حتى الأبطال والشجعان.. وإنما ينقصها النظرة السياسية المبدئية للأحداث على أساس الإسلام.

نضال صيام