2021-09-14 06:18:27
تذكير واستنكار!
الحمد لله وبعد:
فقد وقفت على بعض المنشورات والتعليقات تناول أصحابها قضية الأخ الإمام خالد رحمه الله بطريقة غريبة ومنكرة لا علاقة لها بطريقة السلف ولا بهدي الإسلام.
فأقول لكل متسرع لاسيما من أهل منطقته ممن أشاع الوساوس والظنون:
من خوّل لك بأن تتكلم عن حادثة لم تكن حاضرا فيها؟! ومن أجاز لك أن تخبر عن أسرار الرجل الخاصّة؟! ومن أذن لك بأن تنقل عن المجاهيل؟! ومن فتح لك المجال لتنظر في جثّة الميت وتجزم بأنها لم تتعرض للطعن؟ هل فحصتها فحص الطبيب الشرعي وقلبتها رأسا على عقب؟! هل أنت محقق هل كلفت بهذا؟! ومن سمح لك بأن تروي من مخيّلتك فرضية الانتحار وتربط ذلك بحالة نفسية تتحدّث عنها لا ندري دوافعها؟! وغير هذا من الأسئلة.
ربما تقول: وأنتم من قال لكم بأنه قتل؟! وجواب هرائك: نعم! قلنا قتل كما قالت مصادر كثيرة وكل قرائن الأحوال تؤكد جريمة القتل ولم نتهم أحدا وقولنا هذا أحب من قولك الحقير! فإنّ خطأنا في الإحسان لخالد أهون من خطئك في الإساءة إليه! فأنت تتهم الرجل رحمه الله بأنه ارتكب كبيرة قبل وفاته وأن الله ختم له بذلك! والله حسيبك! ووالله لو أنّك رأيته رأي العين وهو ينتحر لوجب عليك ستره! فكيف وأنت تتكلم بالظنون؟!
أما بلغك قول ربّك سبحانه: { لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} نعم {بأنفسهم خيرا} لأن أهل الإسلام كما ذكر الطبري وغيره من أهل التفسير: كلهم بمنـزلة نفس واحدة! فما الذي منعك من الصمت وإحسان الظن بأخيك وأظنك لا تريد لأخيك أن يموت منتحرا كما لا تحبها لنفسك! بل لو قدر أنك مت منتحرا فلا أظنك ستقبل بنشر خبر انتحارك بعد موتك!
تتكلم عن حالته النفسية وكأننا لم نقف على حالات كثيرة لإخواننا وقعت لهم مصائب فتأثروا بها تأثرا كبيرا حتى صار الكثير منهم يتناول بعض المهدئات! فهل كل من مر بهذه المرحلة نعتبره مجنونا وبمجرد أن تقع له حادثة نتهمه بما اتهمت به الأخ رحمه الله؟!
أخبرني: لماذا سارعت إلى نشر الإشاعات ولم تنتظر نتائج التحقيق؟! لماذا ألقيت بهذه الوساوس على كّتاب وسائل التواصل فصاروا ينقلون كلامك من غير تدقيق؟ ما هي دوافعك؟! أما سمعت من قبل بجرائم قتل راح ضيحتها مجانين وأصحاب أحوال نفسية عقلية؟ لماذا هذا الخلط بين القضايا؟!
وأعجب ما في الموضوع هو قولك بأنّ خلافات كثيرة كانت بينه وبين فئام من الناس! وكأنك لا تدري ما يخرج من عقلك! ولو أنك تأملت في قولك هذا لعلمت بأن هذه المعلومة تؤكد فرضية القتل!! وهي واحدة من القرائن!
يا رجل ألم تفكر في الموضوع؟ ألم يخطر على بالك بأنك بهذا الفعل تهوّن من هذه الفظائع وتدفع الناس إلى الاستخفاف بهذه الأخبار؟ أسأل الله أن يهدي قلبك وأن يوفقك إلى المسارعة إلى تصحيح خطئك العظيم في حق الأخ رحمه الله،.
وأنت أيّها الناقل الناشر: أذكرك بقول ربك عز وجل:
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
فتب إلى الله واحذر أن يكون الأخ خالد خصمك يوم القيامة
اللهم ارحم خالدا اللهم اغفر له والحمد لله رب العالمين.
كتبه:
أبو معاذ محمد مرابط
ليلة الثلاثاء 6 صفر 1443 هـ
الجزائر العاصمة
110 views03:18