Get Mystery Box with random crypto!

تأمل في قطيع الماشية الذي يرعى أمامك: إنه لا يميز بين الأمس وا | سفرة مجانين

تأمل في قطيع الماشية الذي يرعى أمامك: إنه لا يميز بين الأمس واليوم. إنه يتقافز، ويأكل، ويسترخي ويجترّ ما يأكله، ثم يتقافز مرة أخري، وهكذا من الصباح حتى الليل ومن نهار إلى نهار، مقيداً باللحظة وسرورها أو استيائها، وبالتالي لا هو بكئيب ولا يشعر بالملل. هذا مشهد صعب على الإنسان رؤيته، فعلى الرغم من أنه يحسب أنه أفضل من الحيوانات لأنه إنسان، فإنه لا يسعه إلا أن يحسدها على سعادتها - فما تملكه، حياة لا تشعر بالملل أو الألم، هو ما يريده بالضبط، ومع ذلك لا يستطيع الحصول عليه لأنه يرفض أن يكون كحيوان. قد يسأل إنسان حيواناً: "لماذا لا تتحدث معي عن سعادتك بل تقف وتحدق إلى وجهي فقط؟". سيود الحيوان أن يجيب قائلاً: " هذا لأنني دائماً ما أنسي على الفور ما أردت أن أقوله"، - لكنه نسي حينها هذه الإجابة أيضاً، وظل صامتاً: تاركاً الإنسان لدهشته.

-
فريدريك نيتشه , حول مزايا ومساوئ التاريخ للحياة