Get Mystery Box with random crypto!

المُلازم الأوَّل أحمد الخلف، أولُّ ضابطٍ إنشقَّ عن صفوفِ النِّ | جَ نَّ ةْ || Janna

المُلازم الأوَّل أحمد الخلف، أولُّ ضابطٍ إنشقَّ عن صفوفِ النِّظام، والتحقَ بموكبِ الأحرارِ في الثَّورةِ السُّورية .

" بعدَ شهرٍ واحدٍ فقط من اندلاعِ شرارةِ الثَّورةِ في درعا، وكانَ حينها مقرُّ المُلازم الأوَّل أحمد الخلف في مدينةِ السُّويداء السُّورية، جاءهم الأمرُ بأن يتوجَّهوا نحوَ درعا لمُواجهةِ الإرهابيين هُناك!

بعدَ وصولِ المُلازم الأوَّل أحمد الخلف مع مجموعةٍ من العساكر إلىٰ منطقةِ العبَّاسيينَ تحديدًا في درعا، تفاجأ أنَّ الإرهابيينَ ما هُم إلا أبناءُ شعبهِ ومن أقسمَ لحمايتهم!
فأعطىٰ أمرًا للعساكرِ الذينَ جاؤوا معهُ بكُلِّ وُضوحٍ وجُرأةٍ ووطنيةٍ وشجاعة؛ أن لا يُطلقوا رصاصةً واحدةً علىٰ المدنيينَ مهما كانَ السَّبب.

بعدَ العِصيانِ الذي بدأَ بهِ المُلازم الأوَّل أحمد الخلف مع مجموعتهِ ورفضِ إطلاقِ الرَّصاصِ علىٰ المُتظاهرينَ السِّلميين، جاءتهُ الأوامرُ تفرضُ عليهِ إقامةً جبريةً في مقرِّ الفِرقة، هُنا تأكَّدَ تمامًا أنَّ خيارَ تصفيتهِ باتَ قابَ قوسينِ أو أدنىٰ! فإن كانَ سيموتُ ولا بُد، فالأفضلُ أن يموتَ بينَ صفوفِ شعبهِ الأعزلِ مُخلصًا لهُ ولوطنه، مُدافعًا عنهُ وعن ثورته، حاملًا لوائها وقيمها التي آمنَ بها.

بتاريخ 2011/6/24 قرَّرَ المُلازم الأوَّل أحمد مُصطفىٰ الخلف من الفرقةِ الخامسةَ عشر/قوَّات خاصَّة، إعلانَ إنشقاقهِ عن صفوفِ النِّظام، والتحاقهِ بلواءِ الضُّباطِ الأحرار مع مجموعةٍ من رفاقهِ وفاءً لقسمِ الشَّرفِ العسكريّ بأن يكونوا حُماةً للشَّعب لا قتلةً له!


[ الجيشُّ الذي بدَّلَ اسمهُ من حُماةِ الدِّيار، إلىٰ حُماةِ بشار، وقتلةِ النِّساءِ والأطفال ]
بهذهِ الكلمات أعلنَ المُلازم الأوَّل أحمد الخلف إنشقاقهُ عن صفوفِ النِّظام، وابتداءِ رحلتهِ مع أبناءٍ شعبهِ تحتَ ظلِّ ثورةٍ لم يلتحق بها ليشهدَ ويحتفلَ بنصرها، إنَّما ليكونَ سببًا في ذلك!

في نفس السَّنة 2011، في عيد الفِطر تحديدًا، قرَّرَ المُلازم الأوَّل أحمد الخلف أن يعودَ لمدينتهِ الرَّستن في حمصَ للدَّافعِ عنها وعن أهلهِ فيها، ضدَّ أشرسِ حملةٍ كانَ يُجهزُ لها النِّظام لاقتحامِ الرَّستن وتلبيسة بعدَ فُقدانِ سيطرةِ النِّظامِ عليهما!

حشدَ النِّظام الدبَّابات والمُدرَّعات بل والطيرانِ الحربيّ لاقتحامِ مدينةِ الرَّستن!

الرَّستن التي كانَ فيها مجموعاتٍ صغيرة من الثوَّارِ المدنيينَ والضُّباطِ المُنشقين.

هُنا تمامًا ..
جنَّ جنونُ النِّظام، وبدأَ باستهدافِ بُيوتِ المدنيينَ والمدارس والمشافي!

كانَ المُلازم الأوَّل أحمد الخلف مُتكفل بحمايةِ الطَّرفِ الشرقيّ من المدينة، فقامَ بسؤالهِ الرَّائد عبدالرحمنِ الشيخ إن كانَ بإمكانهِ أن يصمُدَ في وجهِ كُلِّ هذهِ الدبَّاباتِ والآلياتِ والمُدرعات!!
فقالَ مقولتهُ التي خُلِّدت گ قولٍ مأثورٍ علىٰ جبينَ ثورةِ الكرامة:
[ إذا رأيتم الدبَّابات تدخلُ الرَّستن، فاعلموا أنِّي قد اُستشهدت! ]

وفعلًا!
إستطاعَ المُلازم الأوَّل أحمد الخلف مع مجموعتهِ أن يُدمِّرَ عشراتِ الدبَّاباتِ والآلياتِ والمُدرعات بأسلحةٍ خفيفة، وخُططٍ ذكيِّة، واستطاعوا أن يقفوا بوجهِ مايزيدُ عن 50 آليةٍ عسكريةٍ مُدَّةَ ثلاثةِ أيامٍ مُتواصلة!

وفي يومِ الأربعاء 2011/9/28 دخلت دبَّاباتُ النِّظام من الجهةِ الشَّرقيةِ لمدينةِ الرَّستن، فعلِمَ الجميعُ حينها أنَّ المُلازم الأوَّل أحمد الخلف ومجموعتهُ قد اُستشهدوا، وذلكَ قبلَ أن تُنشرَ صُورُ جثامينهمُ ويُذاعَ خبرُ مقتلهم!

صحيحٌ أنَّ عُمُرَ المُلازم الأوَّل أحمد الخلف في الثَّورةِ السُّوريةِ كانَ فقط ثلاثةَ أشهر، ولكنَّهُ كانَ كفيلًا لتخليدِ اسمهِ إلىٰ أجيالٍ وأجيال، كانَ كافيًا ليُتركَ في ذاكرةِ الثَّورةِ السُّورية وأبناءها صورةً لبطلٍ حملَ لِواءَ شعبٍ كامل، قالَ كلمةً وكانَ أهلًا لها!

بقيَ من المُلازمُ الأوَّل أحمد الخلف ابنتهُ هُدىٰ التي لم تتجاوز السِّت سنوات، حينَ لحقت بوالدها في الشَّهر السابعِ من عامِ 2012، جرَّاءَ قصفِ النِّظامِ لمدينةِ الرَّستن في حِمص.

أُستشهدَ المُلازم الأوَّل أحمد الخلف ولم ينتظر الوقتَ المُناسب ليتحرَّك، بل صنعَ اللَّحظةَ الثَّوريةَ بنفسه، وبرَّ بيمينهِ أمامَ ربِّهِ أولًا، ثُمَّ أمامَ شعبه. "

#أحمد_الخلف
#قصة_بطل