2022-02-21 14:05:59
من قواعد التفاعل الجديدة على مواقع التواصل الإجتماعي
" المزايدة المجانية في كل شيء "
نعم.. فأنا لا أهتم بالقضايا الإنسانية الكبرى، إلا في حالة وحيدة، حين أراك أنت مهتما بقضية إنسانية لا تعجبني، وحينها وجب استدعاء قضية أخرى أعظم، فقط لأشعرك أن إنسانيتك مزيفة بالمقارنة، وأنني وحدي الإنساني الحقيقي!
في الأيام العادية لا يخطر ببالي مجاعة أطفال الصومال، لم أدفع فلسا لهم ولم أذرف دمعة عليهم، بل ولم أهتم بمعرفة شيء عنهم، بل أمارس حياتي الطبيعية بكل أريحية.
ولكن علاقتي الوحيدة بهم هي أنني أحتفظ بكارت في جيبي، مكتوب عليه "مجاعة أطفال الصومال"، أستخدمه كرنجة حمراء للتشتيت ولإسكات كل من يثير قضية إنسانية أخرى لا تعجبني، وفي كل مرة يعمل كالسحر..
خذ مثالاً على ذلك:
تنتقد الممارسات الإجرامية لجماعتي السياسية أو الدينية؟
دعني أفحمك إذن : لماذا تهتم بأولئك الضحايا بدلا من أن تهتم بمجاعة أطفال الصومال؟!!
تظهر عاطفة مبالغ فيها تجاه إنسان مظلوم لكنه من بلد أكرهه أو من طائفة أعاديها؟
لماذا تهتم بفلان وتترك مجاعة أطفال الصومال؟!!
لديك كلب أليف تدلله بشكل يستفزني؟
أليس أطفال الصومال أولى؟!!
تلك اللحظات القصيرة الثمينة هي المرات الوحيدة التي أتذكر فيها أطفال الصومال، ثم أنفضهم عن خلايا مخي فوراً..
فكل الشكر لأولئك المساكين الذين لا أدعمهم ماديا بشيء، ولكنهم - دون قصد- يدعمونني معنويا في معاركي الفيسبوكية المجيدة.
- مما طاب لنا إقتباسه بتصرف -
871 views11:05