• يَظُنُّ البعض أن بكثرة منشوراته تَتميَّزُ قَنَاتُهُ عن غيرها ويكثُرُ تَفَاعُلها، وما عَلِمَ المسكين أنه بذلك يُكثر مِن الحُجَج عَليه يوم القيامة، لأن العلم حُجَّة على صاحبه.
• قال الشعبي رحمه الله: ليتني لم أكن علمت من هذا العلم شيئا.
• قال الذهبي معلقا: قلتُ: لأنه حُجة على العالم، فينبغي أن يعمل به، ويُنبه الجاهل فيأمره وينهاه، ولأنه مظنة أن لا يخلص فيه، وأن يفتخر به ويماري به، لينال رئاسة ودنيا فانية.¹
• وليُعْلَم أنَّ كثرة الفوائد مَظِنَّةٌ لعدم القراءة ولعدم العمل، فإذا كثُرت عليك الفوائد لم تَدْرِ بِأيِّها تعمل وأيها التي تجاهد نفسك على الالتزام بها.
• أما مجرد النقل والنسخ فهذا يُحسنه كل أحد، إذ أن القصد من النشر ليس مجرد النشر، وإنما العمل بما يُنشَر.
• فلرُبَّ فائدة واحدة تنشرها فيَقَعُ أثرها في القلب فتُثمر خشية وعملا صالحا خير من أن تُنشر مائة فائدة كُلُّها حُجج علينا بين يدي الله تعالى.
• قال الشيخ رسلان حفظه الله: إنَّ العمل مطلوبٌ أصلا في دين الله وأساسا، وأمَّا الكلام فكثيرٌ، ولا يُعتَدُّ مِن الكلام إلا بما صَدَّقَهُ العمل، وإلا فهو وَبَالٌ على المُتَكَلِّمِ بِه وعَلى سَامِعِه أيضا؛ لأن السَامع متى ما عَلِم فَقَد أُلْزِم.
• هذه نصيحة لنفسي ولجميع إخواني وأخواتي أصحاب القنوات وغيرهم لعلَّ الله ينفعنا بها جميعا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
