2021-04-19 21:01:10
[آيةُ الإكمالِ و آيةُ التطهير]
آيةٌ مِن جُزء ٦
﴿حُرِّمَتۡ عَلَیۡكُمُ ٱلۡمَیۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِیرِ وَمَاۤ أُهِلَّ لِغَیۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّیَةُ وَٱلنَّطِیحَةُ وَمَاۤ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّیۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُوا۟ بِٱلۡأَزۡلَـٰمِۚ ذَ ٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡیَوۡمَ یَئِسَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن دِینِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ
ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِی مَخۡمَصَةٍ غَیۡرَ مُتَجَانِفࣲ لِّإِثۡمࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ المائدة ٣.
في كلَِ جُزءٍ نقرأُ تمُرُّ بِنا آياتٌ مرتبطةٌ بنبيَّنا الأعظمِ و آلِه صلواتُ الله و سلامُه عليهم أجمعين، إلَّا أنَّ اللافِتَ في الجُزءِ السَّادسِ و تحديدًا في سُورةِ المائِدةِ و التي يقعُ أكثرُ من نصفِها فيه هوَ أنَّ فيها
آياتٍ ثلاثةٍ تُنَوِّرُ قلوبَنا بذِكرِ سيِّدنا و مولانا أميرِ المؤمِنين صلواتُ اللهِ و سلامُه عليه و هيَ على ترتيبِها في السورة: آيةُ إكمالِ الدِّينِ المتقدِّمةُ رقم ٣، و آيةُ التصدُّق بالخاتَم رقم ٥٥، و آيةُ البَلاغ رقم ٦٧.
و ما استرعَى انتباهِي في آيةِ إكمالِ الدِّينِ هو تركيبتُها؛ إذ كما هو ظاهرٌ أن
لا صِلَةَ بينَ موضوعِ أولِ الآيةِ الثالثةِ من سورةِ المائدةِ و آخِرِها و هو حكم الدَّم و اللحوم، و موضوعِ وسطِها أي آية الإكمال و التي دلَّ الدليلُ القطعِيُّ على نزولِها في غديرِ خُمٍّ بعدَ الإعلانِ العامِّ بولايةِ أميرِ المؤمنين ص!
فذكَّرَتني هذهِ الآيةُ بآيةِ التطهيرِ التي لا يختلِفُ مُنصِفانِ أنَّها نزلَت في فاطمةَ و أبيها و بعلِها و بنِيها، فَأولُ الآيةِ
موضوعًا و لهجَةً مختلِفٌ عن آخِرِها، ثمَّ يعودُ الموضوعُ و اللهجَةُ كما كانَ أولًا في الآيةِ التي تليها
خطابَ أوامرٍ لأزواجِ النبيِّ صلى الله عليه و آله.
و مَن يستقِلُّ بعقلِه
دونَ الاستِهداءِ بالوَحي ليفسِّر أو حتى ليَفهمَ القرآنَ حتمًا لا يحيرُ جوابًا
بل يَضِلُّ هوَ و يُضِلٌّ غيرَه! إلَّا أن يستَقِيَ مِن مَن خُوطِب بالقرآنِ أعني محمدًا و آلَ محمدٍ صلوات الله عليهم أجمعين، كما رويَ عن مولانا الباقرِ ص قولَه لقتادة:
«وَيْحَكَ يَا قَتَادَةُ إِنَّمَا يَعْرِفُ الْقُرْآنَ مَنْ خُوطِبَ بِه» الكافي ج ٨، ص ٣١٢.
و أمَّا ما يرتبِطُ بمغايرةِ أوَّل الآيةِ عن أوسطِها و عن آخرِها -كما هو في آيةِ الإكمالِ و كذا التطهير- فإليكَ هذهِ الروايةِ الشريفَة التي ينقلُها العلامةُ المجلسيُّ في البحار ج ٨٩، ص ١١٠ عن تفسيرِ العياشي:
عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: «لَيْسَ شَيْءٌ أَبْعَدَ مِنْ عُقُولِ الرِّجَالِ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ
إِنَّ الْآيَةَ تَنْزِلُ أَوَّلُهَا فِي شَيْءٍ وَ أَوْسَطُهَا فِي شَيْءٍ وَ آخِرُهَا فِي شَيْءٍ ثُمَّ قَالَ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً مِنْ مِيلَادِ الْجَاهِلِيَّةِ».
أقول: و هذا مِن حكمةِ اللهِ عزَّ و جلَّ البالغة، فلعلَّ الوجهَ في إخفاءِ -إن صحَّ التعبير- آيةِ الإكمالِ و كذا التطهيرِ وسطَ آيةٍ ذاتِ موضوعٍ مختلفٍ هو
حفظُهما من التحريفٍ أو حتى الحذفٍ، و الله العالم بحقيقةِ الحال.
#آية_من_جزء ٦ #القرآن #تفسير #آية_الإكمال #آية_التطهير #شهر_رمضان
سَحَر ٦ شَهرُ رَمَضان ١٤٤١هـ
عَبدُ الزَّهرَاء
«فَوائِدُ كاظِميَّة»
«رَاسِل الفَوائِد»
«الاستِخارَةُ بالسُّبحَة»
_(١) وردَ في فضلِ قراءةِ سورةِ المائدةِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:
«مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْمَائِدَةِ فِي كُلِّ خَمِيسٍ لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ وَ لَا يُشْرِكُ أَبَدا» بحار الأنوار ج ٨٩، ص ٢٧٣.
141 views18:01