كلمتني والدة طفلة صغيرة في سن التاسعة، تحفظ ابنتها معي القرآن، | كُــــن دَاعِــيَــة
كلمتني والدة طفلة صغيرة في سن التاسعة، تحفظ ابنتها معي القرآن، وتحضر معنا في المحاضن التربوية وتطلب منّي أن أُكلم ابنتها على الهاتف كي آمرها بأن تُذاكر ولا تذهب إلى خالتها، فأعطتها الأمُ الهاتف، وبالفعل قلت للبنت بأن تُذاكر فسمعت كلامي على الفور، فأخبرتني الأم بأنها سعيدة جدًا أنها تسمع كلامي أكثر منها، وتقولها على سبيل الافتخار والشكر!
فأنا على الفور صدمتها وقلت لها: أنت في مصيببة! وهناك خطأ في أسلوبك مع ابنتك، تخيلي أنّ ابنتك تحضر معي ساعة واحدة فقط في اليوم، وتبقى معك باقي اليوم، وتأثيري عليها أقوى منك؟! هَب أنَّني خبيث النفس، مُنحرف الفِكر، ماذا ستفعلين حينها لو ضيعت ابنتك بأفكار خبيثة؟ ثم بدأت بنصحها وهكذا.
هذا الأمر يا كرام يتكرر في الكثير من البيوت، أن يكون هناك تأثيرات مُتنوعة أقوى من تأثير كلام الوالدين على أولادهما، قد يكون برنامج خبيث على اليوتيوب تأثيره على ابنتك أقوى منك! قد يكون كاتب مُنحرف تأثيره أقوى منك على ابنتك، قد تكون صديقة فاسدة مُفسدة تأثيرها على ابنتك أقوى منك، ماذا سنفعل حينها؟
إياكم أن يكون هناك أي مؤثرات خارجية تطغى على أولادكم، فتؤثر عليهم أكثر منكمـ إي نعم قد أرسل أبنائي إلى مؤدب يؤدبهم، ومعلم يعلمهم، ولكن تأثيره يكون في حدود المطلوب منه من تعليم وتأديب وتوجيه، فمهما كان لا يجب أن يكون لأي أحد أو أي وسيلة سُلطة وتأثير على الأولاد أكثر من والديهما، وهذا الأمر نُناشد فيه خاصة الأب والأم الصالحين، الذين لهم خُلق وعلاقة طيبة بربهم، وعادات جيدة. نعم، يختلف الأمر من بيت لآخر، وقد يصل الأمر إلى الطفل أن يبتعد عن كلام والدَيه خاصة إذا وجههاه إلى أمور سيئة ودنيئة تُضيع عليه دينه، ولكن ماذا عن البيوت المُلتزمة الطيبة؟
أغلب هذه الأمور تأتي بسبب عدم مُصاحبة الأم لابنتها، ووضع الكثير من الحدود التي تحيل بين البنت وبين الفضفضة لأمها، وقد تكون بسبب أسلوب التربية، سواء الإفراط في الشدة على الأولاد، أو الإفراط في اللين معهم، فالأمر يحتاج إلى إعادة هيكلة منظومة التربية في المنزل، وإعادة ضبط العلاقة بين الأمهات والبنات كي لا تأتي مؤثرات خبيثة تُضيع أولادنا والله المستعان.
