2022-06-10 21:52:50
محمد الرعدي
الجمهوري الكبير والتنويري النادر .. وداعاً
كان الأجمل والأنقى والأرقى والأندر في جيله! ..
غادر دنيانا قبل ساعات الجمهوري الكبير رجل التنوير والتغيير ونجم الحوار والمدنية فريدُ جيله ووحيدُ مداره الأستاذ محمد أحمد الرعدي رحمة الله تغشاه
أزعم أنني عرفتُ المئات من أبطال ورجال جمهورية 26 سبتمبر و ثورة 14 أكتوبر عسكريين ومدنيين ، لكنني لم أجد من يجاري هذا الرجل في جمال شخصيته ، ونقاء سريرته ، ورُقِيّ أسلوبه ، وعُمق طرحه ، وهدوء نبرته ، وعظمة زهده ، وتربوية استماعه إليك وصبره!
يقتربون منه بيد أنهم لا يصلون إليه!
ترجم الأستاذ الرعدي كتاباً مُهماً وتاريخياً " من كوبنهاجن إلى صنعاء " كتبه كارستن نيبور أحد أفراد البعثة العلمية الدنماركية 1761 _ 1767 والتي وصلت إلى صنعاء بعد رحلة معاناة وعذاب درجة الموت!
في الكتاب توجد أقدم رسوم على الإطلاق تم رسمها عن اليمن وفيه .. رسمها نيبور بريشته لمدن وقرى ووجوه يمانية وهي رسوم لأنه لم يكن قد تم اختراع الكاميرا في ذلك الوقت قبل 260 عاماً.
في سنواته الأخيرة الحزينة الصامتة وهو على مشارف التسعين دخل الأستاذ الرعدي في غيابٍ وذهول .. وما ذاك إلاّ لأنه رأى بلاده غائبةً عن نفسها ذاهلةً عن نفيسها!
خالص التعازي لزوجته فنانة الرسم الفاضلة الأستاذة وهيبة ، ولِبناته الكريمات ، ولصهره وخليله الصديق العزيز الأستاذ يحيى حسين العرشي ، وكذلك لواسطة العقد وجوهرة البلاد الأستاذ محمد بن محمد العرشي ، ولآل الرعدي جميعاً ، وقبل ذلك وبعده عزاؤنا لليمن الكبير ..اليمن الذاهل عن نفسه ونفيسه!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للاشتراك بقناة خالد الرويشان على التلجرام اضغط هنا
https://t.me/KhaledAlrwishan
741 views18:52