Get Mystery Box with random crypto!

بما أن صغار الأمس قد كبروا وأصبحوا في فساتين الزفاف ودور أوليا | خـــــواطرنا ...💙

بما أن صغار الأمس قد كبروا وأصبحوا في فساتين الزفاف ودور أولياء الأمور؛ حُق لقوائم الهموم أن تزيد هماً -هم التربية والتقويم. ومع الأخذ في الاعتبار أن الأجيال لا تكرر نفسها، وجب الاستعداد لقادم المراحل بالتحضير، وأرى أن معضلاتنا مع الجيل القادم من الأبناء أكبرها ثلاثة.
الأولى أزمة معنى؛ سنواجه بالكثير من الأسئلة عن جدوى الأخلاق، وضرورة القيم، وصيرورة الأقدار، ومنتهى الأشياء. وسنعاني الأمرين في إقناع مراهق المستقبل بمضمون الحياة الحقيقي/الحقيقية.
وثانيها أزمة اجتماع؛ ففي ظل جيلٍ قادم يعيش جل حياته في فضاء التقنية؛ سيكون من الصعب إقناعه بأهمية الإنسان ومفهوم العائلة والجماعات، سنعاني في اقتلاع أبنائنا من الشاشات ونظارات الواقع المعزز، وسيسقط الكثير في الفجوة الماثلة بيننا وبينهم، إما عنفنا ففقدناهم، أو رضخنا لانفصالهم التام عنا -وفقدناهم أيضاً.
وثالثها أزمة فطرة؛ تخيل أن تبذل جهداً في إقناع طفلٍ ببدهيات الكون والتكوين، أن تستميت لتحمي عقله المنفتح على العالم من سرطان الشذوذ، أن تقاتل فقط لأجل إخراج طفلٍ سوي.
مع قادم الأجيال، سنرى الوجه السيء لعبارة "العالم أضحى قريةً صغيرة"، وسنواجه العالم كله بسلاحٍ واحد لكنه قادر؛ سلاح المعرفة.
أقول: ثقافتك اليوم ليست ترف، أو مادة للمراء والوجاهة بين الرفاق، هي إجاباتك على أسئلة الصغار الكبرى، جدارٌ يحمي نشأك، ويحقق رسالتك، وربما نورٌ في آخر نفق المستقبل المشرق المزعوم.
براءات الأطفال كما تنتظر الحليب والألعاب، فهي تنتظر الإجابة. فلا تبنوا البيوت وتدخلوها عشاقاً فقط، أدخِلوا مع العشق جواب .
#محمد_عبدالرحمن