2021-01-25 16:24:04
نحن نعيش في زمن نتعرّض فيه جميعاً للإباحية شئنا أم أبينا، لدرجة أنّ أحد العلماء في الغرب حين أراد أن يجري بحثاً يقارن فيه عيّنة تعرّضت لأيّ نوع من أنواع الإباحية أو المشاهد الجنسية بعيّنة لم تتعرّض لذلك لم يتمكّن من إيجاد هذه العيّنة الثانية!
نعيش في زمن غابت فيه التربية على الحلال والحرام، لماذا أقول هذا الكلام؟
حتى تضعي جانباً شعاراتك عن الرجل التقي الذي يغضّ بصره ويحفظ فرجه
بتصورك الخيالي الملائكي.
حتى تعلمي أنّ الرجال ينازعون شهواتهم في كل يوم، وأنّه من الطبيعي بسبب ضعفهم البشري أن يسقطوا ويخطئوا، وأنّ التفاوت هو في
مقدار الخطأ واستمراريته وفي عدم الوصول إلى تصديق الفرج لزنا باقي الجوارح، لكنّ الخطأ واقع لا محالة إلا من رحم ربي.
ألم تسمعي رسول الله حين قال: "كتب على ابنِ آدمَ حظُّه من الزنا فهو مدركٌ ذلك لا محالةَ، فالعينانِ تزنيانِ وزناهما النظرُ، والأذنانِ تزنيانِ وزناهما السمعُ، واليدان تزنيان وزناهُما البطشُ، والرِّجلانِ تزنيانِ وزناهُما المشيُ، والقلبُ يتمنى ويشتهي، والفرجُ يصدقُ ذلك أو يكذبُه"؟ وقد علّق ابن عبّاس على هذا الحديث قائلاً: "ما رَأَيْتُ شيئًا أشْبَهَ باللَّمَمِ ممَّا قالَ أبو هُرَيْرَةَ [وهو هذا الحديث]. واللَّمَمِ هو صغائرُ الذُّنوب الوارِدِ في قَوْلِه تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} [النجم: 32]. وبالمناسبة، الحديث ينطبق علينا نحن الإناث أيضاً.
لماذا أقول هذا الكلام؟ حتى تدركي أنّ عبادة قضاء الشهوة للزوج هي من أعظم ما تكون في زمن تكاثرت فيه الفتن وأُجِّجت فيه الشهوات.
فإذا كان عندك وقت محدّد تقضينه مع زوجك [المستقبليّ] وخُيّرتِ مثلاً بين أن تقضي له شهوته أو أن تجلسي معه لقراءة كتاب أو طلب علم أو حفظ قرآن أو محادثة، فوجدتِ في نفسك
نفوراً شديداً من فكرة قضاء الشهوة أو
استحقاراً لها أو
قرفاً منها فاعلمي أنّ نظرتك للزواج نظرة حالمة وغير واقعية -وأنا أقصد كلّ وصفٍ ذكرتُه، فالأمر يتخطّى الاختلاف بين طبيعة الرجل والمرأة في طريقة الإشباع الجنسي-.
وإذا أخبرتك أنّ خير البشر وأسوتنا عليه الصلاة والسلام كان أحياناً يطوف على زوجاته في ليلة واحدة فوجدتِ في نفسك
قرفاً ونفوراً فاعلمي أنّك تحتاجين إلى إعادة برمجة فطرتك.
وتزيد الحاجة إذا كان ما يقابل هذا النفور أو القرف في السياقات السابقة استمتاع وضحك واعتياد على مشاهد وكلمات الايحاءات الجنسية أو الجنس الصريح الموجودة في الأفلام والمسلسلات والبرامج.
وتزيد الحاجة إذا كان ما يقابل هذا النفور أو القرف في السياقات السابقة استمتاعك أنتِ بالحديث مع رجل أجنبيّ عنك ثمّ إنكارك على الرجل حين يبتغي قضاء شهوته بالحلال.
(3/6)
—————————————-
بداية المنشور: https://t.me/makanylb/1036
المنشور كاملاً بصيغة PDF:
https://t.me/makanylb/1042
.
146 viewsيسرى محمد ^^, 13:24