قال ﷺ (ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومَساءِ كلِّ لَيل | المٌسْلِــمَة كَمَــا يَنْبـَـغِي أَنْ تَكـُــونْ
قال ﷺ (ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومَساءِ كلِّ لَيلةٍ : بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ ، فيضُرَّهُ شيءٌ) وَكانَ أبانُ ، قد أصابَهُ طرفُ فالجٍ ، فجعلَ الرَّجلُ ينظرُ إليهِ ، فقالَ لَهُ أبانُ : ما تنظرُ ؟ أما إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُكَ ، ولَكِنِّي لم أقلهُ يَومئذٍ ليُمْضيَ اللَّهُ علَيَّ قدرَهُ.)
#الراوي : عثمان بن عفان #المحدث : الألباني
خلاصة حكم المحدث : #حسن_صحيح
#شـرح_الـحـديـث
قدَرُ اللهِ لا مَهْرَبَ منه ولا مانِعَ له ، وعلى الإنسانِ المؤمنِ أن يَستعينَ باللهِ على أقدارِه ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم :
"ما مِن عبدٍ يَقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ" ، أي : عند صَباحِه ومَسائِه كلَّ يومٍ : "بسمِ اللهِ" ، أي : أستَعينُ أو أتحفَّظُ مِن كلِّ مؤذٍ باسمِ اللهِ ، وأستَصحِبُه وأتبَرَّكُ به في صَباحي أو لَيْلي ، فهو "الَّذي لا يَضُرُّ معَ اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ" ، أي : مع ذِكرِ اللهِ باعتقادٍ حسَنٍ ونيَّةٍ خالصةٍ ، لا يقَعُ ضرَرٌ ممَّا في الأرضِ مِن بَلاءٍ ، ولا ممَّا يَنزِلُ مِن السَّماءِ ، "وهو السَّميعُ" ، أي : لِكَلامِنا وكلِّ ما يَدورُ في الكونِ ، "العليمُ" ، أي : بأفعالِنا وأحوالِنا ، وكلِّ ما في الكونِ.
"ثلاثَ مرَّاتٍ" ، أي : يقولُ هذا الدُّعاءَ ثلاثَ مرَّاتٍ مع الاعتقادِ الحسَنِ وإخلاصِ النِّيَّةِ ، "فيَضُرَّه شيءٌ" ، أي : فلَن يَضُرَّه شيءٌ مع قولِه لهذا الدُّعاءِ في يومِه أو ليلتِه.
قال أبو الزِّنادِ : "وكان أبانٌ" ، وهو ابنُ عُثمانَ بنِ عفَّانَ راوي الحديثِ عن أبيه ، "قد أصابه طرَفُ فالِجٍ" ، أي : جزءٌ مِن شَللٍ أصاب أحَدَ جانِبَيِ الجسَدِ ، "فجعَل الرَّجلُ" ، أي : المستمِعُ لحديثِ أبانٍ ، "يَنظُرُ إليه" ، أي : مُتعجِّبًا بين قولِه وبينَ ما أصابه ، فقال له أبانٌ : "ما تَنظُرُ؟" ، أي : عرَف أبانٌ سبَبَ نظَرِه وهو التَّعجُّبُ الَّذي عِندَه والمفارقةُ الَّتي وجَدها فيه ، فقال له : "أمَا إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُك" ، أي : إنَّه لا طَعْنَ في الحديثِ على ما أصابَني ، "ولكنِّي لم أقُلْه" ، أي : نَسيتُ قولَ الدُّعاءِ في يَوْمي على غيرِ العادةِ ، "يومَئذٍ" ، أي : يومَ ما أصابَه ذلك المرَضُ ، "لِيُمضِيَ اللهُ عليَّ قدَرَه" ، أي : ما قدَّرَه اللهُ لي فيما أصابني.
#وفي_الحديث :
بيانُ ما كان عِندَ التَّابِعين مِن الإيمانِ بالقدَرِ.