Get Mystery Box with random crypto!

#زمن_العزة #أهل_البيت_8 (( السفلة ..... 1 | قصص الصحابة

#زمن_العزة

#أهل_البيت_8

(( السفلة ..... 1 ))

كان النبي صلى الله عليه وسلم في طريق عودته إلى المدينة بجيش المسلمين بعد انتصارهم الساحق في غزوة
(( بني المصطلق )) .. ، و في إحدى الاستراحات في الطريق أرادت السيدة عائشة رضي الله عنها أن تقضي حاجتها ..
.. ، فذهب بعيدا بعيدا .. ، و تأخرت ..

.. ، فلما رجعت فوجئت بأن الجيش قد تحرك ، و لم يشعر بغيابها أحد .. ، فقالت لنفسها : (( سأمكث في مكاني
.. ، فإذا افتقدني الجيش سيرجع ليأخذني ))

.. ، فغلبتها عينها .. ، فنامت ..

.. ، فرآها الصحابي الجليل / صفوان بن المعطل .. ، فتعجب لحالها ، و قال : (( إنا لله و إنا إليه راجعون ))

.. ، تقول السيدة عائشة : (( فَاستيْقظت باستِرجَاعِهِ حِين عرفنِي فَخمرت وجهِي بجِلْبَابِي .. ، و وَاللَّهِ ما كَلمَنِي كَلِمَة
، و لَا سَمِعت منه كَلِمَة غير استرجاعهِ ، حتى أنَاخَ راحِلَتَه فَوطئَ علَى يديهَا فَركِبتهَا .. ، فَانْطَلَقَ يقود بي الراحِلة حتَّى أتيْنا الجَيشَ .. ، فقدمنا المدينة ))
.. ، فلما وصلوا إلى المدينة مرضت السيدة / عائشة ، و ظلت طريحة الفراش شهرا كاملا ..

.. ، و استغل زعيم (( السفلة )) عبد الله بن أبي بن سلول ذلك الموقف العابر للطعن في عرض السيدة / عائشة ( بلا بينة ) ..
.. ، و تناقل أتباعه ذلك الإفك بين الناس ، حتى انتشر الكلام في المدينة كلها .. ، و السيدة عائشة لا تشعر بشئ مما يقال عنها بسبب مرضها الذي ألزمها القعود في البيت .. !!

.. ، تقول السيدة عائشة :
(( .. و يرِيبني في وجعِي أني لا أعرِف مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللطف الذي كنْت أرى منه حِينَ أشْتَكِي ..
.. ، إنما يَدْخل عَلَي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فيسلم ثم يقولُ : (( كيفَ تِيكم .. ؟ )) ، ثم ينصرِف .. ، فَذَاكَ الذي يرِيبنِي ، و لَا أشعر بالشر حتى خَرجت بَعدما نقهت .. ))

.. ، و في إحدى الليالي ..
.. خرجت السيدة عائشة مع أم مسطح لقضاء حاجتها ..
.. و أم مسطح هي بنت خالة أبي بكر الصديق .. ، و ابنها ( مسطح بن أثاثة ) هو أحد المهاجرين من الصحابة ..

.. تكمل أم المؤمنين عائشة كلامها الذي يعتصر له القلب عن حادثة الإفك قائلة :
(( .. فعثرَت أُم مِسطحٍ في مرطِهَا ، فَقالَت : ( تعِس مسطح )
.. ، فقلت : بئْس ما قلْتِ .. ، تَسبين رَجلا شَهِدَ بَدرا .. ؟!!
.. ، قالَتْ : .. أوَ لَم تَسمَعِي ما قالَ .. ؟ !!!
.. ، قُلت : و ما قالَ ..؟!!
.. ، فأخْبَرَتنِي بقَولِ أهْلِ الإفكِ ، فَازدَدت مَرَضا علَى مَرَضِي ..

.. ، فَلَما رجعت إلى بَيتِي ، و دَخلَ عَلَي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قلت : ( أتَأْذن لي أن آتِي أبَوي .. ؟ )
.. ، و أَنَا حِينئِذٍ أُرِيد أن أستَيقِن الخَبر مِن قِبلِهِمَا
.. ، فأذِنَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ..
.. ، فَجِئت أبَوي ..
.. ، فَقلت لِأُمي : يا أُمتاه .. ما يَتحَدث الناس ... ؟!!
.. ، قالَتْ : يا بنية هونِي عَلَيكِ .. ، فَوَاللَّهِ لَقَلما كَانَتِ امْرَأَة قَط وضِيئة عِنْدَ رَجلٍ يحِبهَا و لَهَا ضَرائر إلَّا كَثرن عَلَيْهَا..
.. ، فَقُلت : سُبْحَانَ اللَّه .. أولقَد تَحَدث النَّاسُ بهذا .. ؟!!

.. ، فَبَكَيت تِلكَ اللَّيْلَةَ حتَّى أصبَحت لا يَرقأُ لي دَمع و لَا أكتَحِلُ بنَومٍ .. ، حتَّى أصبحت أبكِي .. ))

.. ، فَدَعَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلِيَّ بنَ أبِي طَالِبٍ و أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما حِين تأخر نزول الوحي ، و كان يريد أن يرى رأيهما في فِرَاقِه لعائشة .. ، فقد كانت ( حادثة الإفك ) أعظم فتنة و أشد بلاء تعرض له المسلمون في المدينة طوال حياة النبي ، و رسول الله لا يعرف كيف يخرس تلك الألسنة التي تتكلم في شرفه .. !!!

.. تقول عائشة : (( .. أما أُسَامَة بنُ زَيدٍ ، فأشار علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالَّذِي يَعلَم مِن بَرَاءَةِ أهْلِهِ ، و بِالذِي يَعلَم لهمْ في نَفْسِهِ مِنَ الود .. ، فَقالَ :
( يا رَسولَ اللَّهِ .. أهلَكَ .. و لَا نَعلَم إلَّا خَيرا )

.. ، وأَما عَلِي بنُ أبِي طَالِبٍ فَقالَ :
( يا رَسولَ اللَّهِ .. لَم يضيقِ اللَّه عَلَيْكَ .. ، والنسَاء سِوَاهَا كَثِير
.. ، و إن تَسْأَلِ الجَارِيَةَ تَصدقكَ )

.. ، فَدَعَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَرِيرَةَ .. ، فَقالَ :
( أي بَرِيرَةُ .. ، هلْ رَأَيْتِ مِن شيءٍ يرِيبك .. ؟ )
قالَتْ بَرِيرَةُ : ( لا .. و الذي بَعَثَك بالحَق ، إن رَأَيْت عَلَيهَا أمرا أغمصُه عَلَيْهَا أكْثَرَ مِن أنهَا جَارِيَة حَدِيثَة السن ، تَنَام عن عَجِينِ أهْلِهَا ، فَتَأْتي الداجِن فَتَأْكله .. )
.. ، فَبَكَيْت يَومِي ذلكَ لا يَرقأُ لي دَمع .. و لَا أكْتَحِلُ بنَوم .. ))

(( السفلة 2 ))