Get Mystery Box with random crypto!

#زمن_العزة #أهل_البيت_26 (( المخطو | قصص الصحابة

#زمن_العزة

#أهل_البيت_26

(( المخطوف ))

طفل صغير برئ لم يتجاوز الثامنة من عمره قام بعد قراصنة العرب باختطافه من أحضان أمه و اعتبروه عبدا لهم ، ثم باعوه بلا رحمة في (( سوق النخاسة )) .. !!

.. ، و إذا بهذا الطفل البرئ .. الذي كان مدللا في بيت أبيه ، فيأتون له بما يشتهيه ، و تعلو ضحكاته و هو يلعب مع إقرانه .. إذا به يجد نفسه بين عشية و ضحاها واقفا ذليلا منكسرا إلى جوار ذلك ( النخاس ) غليظ القلب الذي لا يشعر بمعاناته ، و لا يعبأ بآلامه ، و لا يعنيه إلا ( الدراهم ) التي سيأخذها ثمنا له ..

.. ، و أخذ ( زيد ) .. الطفل البرئ .. ينظر في أعين هؤلاء الذين التفوا حول ( النخاس ) ، و كل واحد منهم يرفع على الآخر في الثمن ليربح ( المزاد ) .. ، فيقول زيد لنفسه :

(( يا ترى .. من منهم سيكون ( سيدي ) الجديد .. ؟!!
.. ، و كيف ستكون معاملته لي .. ؟!!
.. ، هل سيضربني و يعذبني ، كما يحدث مع غيري .. ؟!!
.. ، ألا يوجد من يرحمني و يعيدني إلى أبي و أمي .. ؟!! ))

.. ، و إذا بسيد من سادات مكة يربح المزاد ..
.. إنه حكيم بن حزام .. ، فأخذ ذلك الطفل الصامت من يده ، و انصرف ..

.................. ................. ...............

(( حياة جديدة ))

.. ، و أراد حكيم بن حزام أن يكرم عمته السيدة / خديجة بنت خويلد بهدية .. ، فأهداها ذلك الطفل الذي اشتراه ..
.. ، فوجد ( زيد ) من خديجة حنانا غريبا .. !!
.. كانت تعامله و كأنها أمه .. !!

.. ، ثم وهبته السيدة / خديجة لزوجها الحبيب / محمد ، فكان يعامله معاملة ( الأب ) لولده .. ، فهدأت نفس ذلك الطفل المخطوف ، و عاش حياة سعيدة كريمة بين أحضان أبويه الجديدين .. محمد و خديجة ..

و كان ذلك قبل النبوة

.. ، و في موسم الحج ..

قدم إلى مكة رجال من قوم ( زيد ) يريدون الحج ، فرآهم ( زيد ) فعرفهم و عرفوه .. ، و سألوه عن حاله ، فأخبرهم بأنه يعيش في أحسن حال في بيت (( محمد بن عبد الله )) .. ، و طلب منهم أن يطمئنوا أباه و أهله ..

.. ، فلما عادوا أخبروا (( حارثة )) بما حدث ، و طمأنوه على ولده ..
.. ، فخرج (( حارثة )) مع أخيه (( كعب )) و توجها فورا إلى مكة ، يحملان معهما مبلغا كبيرا من المال ليقدماه إلى (( محمد بن عبد الله )) فداء لزيد ..

.. ، و في مكة ..
استقبلهما سيدنا / محمد و رحب بهما و أكرم ضيافتهما ، فقالا له متوسلين : (( يا ابن عبد المطلب .. ، يا ابن هاشم ..
.. ، يا ابن سيد قومه .. ، جئناك في ابننا عندك ، فامنن علينا و أحسن إلينا في فدائه )) ..

.. ، فعرض النبي عليهما عرضا أفضل من ذلك : أن يحضر إليهما زيدا الآن و يخيروه .. ، فإن اختار أن يعود مع أبيه ، فله أن يأخذه فيعود به إلى أهله دون أي مقابل ..
.. ، و إن اختار أن يبقى مع النبي فله ذلك ..

.. ، ففرح (( حارثة )) فرحا شديدا لأنه يكن يتصور كل ذلك الكرم من محمد بن عبد الله ، و من البديهي أن زيدا سيختار العودة إلى أبيه و أهله ..
.. ، فقال حارثة : (( و الله لقد انصفت و أحسنت ))
فاستدعى النبي زيدا ، و سأله هل يعرف هذين عن الرجلين : فقال له : (( نعم .. هذا أبي ، و هذا عمي ))

.. ، فخيره النبي .. ، فقال زيد : (( ما أنا بالذي أختار عليك أحدا ، أنت مني مكان الأب و العم ))

.. ، فذهل حارثة .. ، و قال له :
(( ويحك يا زيد .. !!
أتختار العبودية على الحرية .. ؟!!
أتختار العبودية على أبيك و أهلك .. ؟! ))

.. ، فقال له زيد : (( نعم .. ، فلقد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا ))

.. ، فلما رأى ذلك أبوه و عمه طابت نفوسهما ، و انصرفا ..

فما هذا الذي رآه ( زيد ) من محمد
فجعله لا يختار عليه أحدا أبدا .. ؟!!

و ما تلك ( المعاملة الكريمة )
التي تجعل طفلا صغيرا يضحي من أجلها
بأبيه و بحريته .. ؟!!

.. تلك هي أخلاق (( محمد بن عبد الله )) قبل أن يعرف أنه (( رسول الله )) .. ، و قبل أن ينزل عليه القرآن ليشهد أمام الدنيا كلها بسمو أخلاقه .. ، فيقول رب السماوات و الأرض في حقه :

(( و إنك لعلى خلق عظيم ))

أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( زيد بن حارثة ) حبا كبيرا ، و أعلن بين الناس أن زيدا قد أصبح ( ابنه )
.. يرثه و يرثه .. ، فكانوا ينادونه ب (( زيد بن محمد )) ..

.. ، فلما نزل الوحي سارع زيد بن حارثة إلى النطق بالشهادتين ، و دخل في الإسلام منذ اليوم الأول ..

.. و من شدة حب النبي صلى الله عليه وسلم لزيد لقب ب
(( حب رسول الله ))