#أتانا_اليقين_٢٦ (( و الله يعصمك من الناس | قصص الصحابة
#أتانا_اليقين_٢٦
(( و الله يعصمك من الناس ))
مؤمن : (( ومن النبوءات القرآنية التي ظهر صدقها أمام العالم كله تلك الحماية الشخصية لمحمد صلى الله عليه و سلم ، و ذلك التأمين على حياته الذي ضمنه الله تعالى له لحين انتهائه من تبليغ رسالة ربه .. في قوله تعالى :
(( .. و الله يعصمك من الناس .. ))
يقول د/ عبد الله دراز في كتابه ( النبأ العظيم ) :
(( إن هذا وأيم الله ضمان لا يملكه بشر ، و لو كان محمد ملِكا تحرسه الجند من بين يديه و من خلفه .. ، فكم من الملوك و العظماء اختطفتهم يد الغيلة و هم في مواكبهم المؤمّنة .. ؟!!
أما محمد .. فقد كان له حرس من أصحابه يحرسه بالليل .. ، فلما نزلت تلك الآية ترك الحرس .. ، رغم أن خطر الموت كان أقرب إليه من شراك نعله في مواطن كثيرة ... !!
.. ، و من أعظم الوقائع تصديقا لتلك النبوءة القرآنية : ذلك الموقف المدهش الذي وقفه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين منفردا بين الأعداء .. بعد أن انكشف المسلمون و ولوا مدبرين .. ، فأقبل المشركون إلى رسول الله .. .. ، فلما غشوه لم يفر و لم ينكص .. ، فوالله ما نالوا منه نيلا .. بل أيده الله بجنوده .. و كف أيديهم عنه بيده ... !!! ))
انتهى كلام الدكتور / دراز
وكم من مرة حاول اليهود و المنافقون اغتياله فنجاه الله
و ما حدث للنبي في ( غزوة أحد ) لا يخفى على أحد .. ، فلقد فر المسلمون و اضطربوا .. و شج رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، و كسرت رباعيته ، و نزف وجهه الشريف .. ، و لم يكن يدافع عنه إلا نفر من أصحابه يمكنك أن تعدهم على أصابع اليد .. !!!!!
و قد وصف لنا القرآن ذلك المشهد المفزع في قوله تعالى :
(( إذ تصعدون ولا تلوون على أحد ، و الرسول يدعوكم في أخراكم ، فأثابكم غما بغم .. ))
و مع كل ذلك .. حفظ الله تعالى رسوله الكريم ...!!!
و في غزوة الأحزاب ..
حين غزت المدينة قبائلُ العرب متجمعة بالتحالف مع اليهود .. ، و رمت المسلمين من قوس واحد ، وكان المسلمون وقتها قلة مستضعفة .. .. ، و ها هو وصف القرآن لهول ذلك الموقف ، و لهذا الخوف الذي تملك قلوب أصحاب رسول الله :
(( و إذ زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر ، و تظنون بالله الظنونا ، هنالك ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا ))
.. ، و مع ذلك نصر الله نبيه و أولياءه .. دون قتال .. (( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ، و كفى الله المؤمنين القتال .. ))
و قبل ذلك كله .. في مكة : فنحن نعرف كيف دبر زعماء قريش لقتل النبي على باب بيته ، و اتفقوا على أن يضربوه ضربة رجل واحد ... .. ، و مع ذلك نجا بفضل الله سبحانه ... !!!
و عندما حاولت يهودية من خيبر أن تقتله ( بالسم ) الذي وضعته له في شاة مشوية ، ثم قدمتها له في صورة هدية .. نهش النبي من ذراعها نهشة ، ثم توقف عن الأكل في الحال .. ، و أخذ ذلك السم يَسرى في دمه .. ، و يتراكم على جدار شرايينه لأكثر من ثلاث سنوات .. ، و لكن الله تعالى لم يقبضه حتى أدى الأمانة كاملة ، و بلغ الرسالة واضحة ، و نصح الأمة .. !! و نزل قول الله تعالى :
(( اليوم أكملت لكم دينكم ، و أتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا ))
و بعد نزول تلك الآية .. بثلاثة أشهر فقط .. بدأت أعراض ( التسمم ) تظهر على النبي صلى الله عليه وسلم .. فأصابته الحمى ، و لازمه الصداع الشديد .. ، و كان يفقد الوعي مرات و مرات .. ، ثم فاضت روحه الطاهرة بعد أن عانى من السكرات أسبوعين كاملين .... !!!
.. ، و كان صلى الله عليه وسلم قد أخبر أم المؤمنين عائشة بأن ما يعانيه في مرض موته إنما هو بسبب ذلك ( السم ) الذي ترسب على شريانه ( الأورطي ) فأدى إلى انقطاعه ...!! .. ، و ستجدون تلك الرواية بالتفصيل في صحيح البخاري
فسبحان الله العظيم .. الذي أنفذ وعده ، و عصم عبده .. و حفظ دينه .... !!!! ))
جسار : (( لا تعليق ... فالحجة واضحة وضوح الشمس في النهار ... لقد أمتعتنا اليوم كعادتك يا مؤمن ... أكمل .. أكمل ))
مؤمن : (( بل في لقائنا القادم نكمل .. إن شاء الله تعالى ))