#أتانا_اليقين_٢٨ (( ليستخلفنهم في الأرض ) | قصص الصحابة
#أتانا_اليقين_٢٨
(( ليستخلفنهم في الأرض ))
مؤمن : (( ومن النبوءات القرآنية التي لا يستطيع أحد في الشرق ولا في الغرب أن ينكرها .. تلك النبوءة التي تجزم بالتمكين لهذا الدين ، و بالخلافة في الأرض و سيادة العالم ، و تعد هؤلاء المستضعفين بالأمن بعد الخوف .. !!
ما هذا ... ؟!!! .. أحلام أم أماني ... ؟!!!!
لقد هاجر المسلمون المستضعفون من مكة إلى المدينة فرارا بدينهم من الاضطهاد و التعذيب .. ، و ظنوا أنهم قد بلغوا مأمنهم في المدينة .. ، ولكنهم ما لبثوا أن هاجمتهم الجيوش المسلحة .. ، و تحزبت عليهم قوى الكفر مجتمعة .. فعرفوا أنهم انتقلوا من خوف إلى خوف أشد .. ، و أصبحت كل أمنيتهم أن يجئ اليوم الذي تنتهي فيه تلك الحروب ، و يضعوا السلاح .. !!!
وفي تلك الأوقات العصيبة .. التي تخلو تماما من أية مؤشرات تدل على نصر قريب .. تأتيهم الوعود المؤكدة بالقسَم أنهم هم الغالبون :
( وعد الله الذين آمنوا منكم ، و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ، و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا .. ) .. ))
جسار : (( و ما دلالة صدق النبوة في ذلك ... فقد اعتدنا في أخبار التاريخ أن نسمع عن أمم ترتفع ، و تسود .. ثم تهزم ، و تضمحل ، فهذا ليس مقتصرا فقط على ما حدث للمسلمين الأوائل .. ؟ ))
مؤمن : (( إذا قلت لك يا جسار أن زميلا لنا في الجامعة يرسب كل عام ، و فجأة وجدناه في هذا العام هو ( الأول على الدفعة ) دون أن تتاح له أية أسباب مادية إضافية تساعده على تحقيق ذلك النجاح المفاجئ .. ، فهل ستصدقني ....؟!!!! ))
جسار : (( لا طبعا .. لن أصدقك .. .. ، فهذا مستحيل أن يحدث .. إلا بمعجزة إلهية ))
مؤمن :
(( صدقت يا جسار ... ، و هذه ( المعجزة الإلهية ) هي التي حدثت بالفعل مع صحابة رسول الله الذين كانوا في جاهليتهم في ذيل الأمم و لا يعبَأ بهم .. لا إمكانات لديهم .. .. ، و لا حضارة .. ، و لا علم .. ، و لا مال .. .. ، و لا حتى قوة عسكرية يعتد بها ... !!!
أضف إلى ذلك ... سنين من الاضطهاد في مكة ...!!! سنين من الحروب المتواصلة في المدينة ...!!!! ثم حروب الردة التي استنزفت قوتهم و أنهكتهم تماما ..!!
.. ، و إذا بأبي بكر الصديق .. خليفة رسول الله .. يقرر أن يفتح على تلك ( الثلة المنهكة ) من المسلمين جبهتين حربيتين من أشرس و أعنف ما يمكن .. !!
.. إذا به يأمرهم بأن يتحركوا لغزو إمبراطوريتي الفرس و الروم في عقر ديارهم .. ، و في وقت واحد .. !!
فقل لي بالله عليك ... بأي عقل .. و بأي منطق .. .. ، و بأية حسابات عسكرية يمكن أن ينتصر المسلمون على أقوى إمبراطوريتين في العالم في ذلك الوقت ... ؟؟!!!
و إذا بنا نشاهد البطل .. سيف الله المسلول / خالد بن الوليد يواجه جيوش الفرس الضخمة في فتوحات العراق .. ، فينتصر في كل المعارك بلا استثناء بجيشه الصغير الذي لم يتجاوز ال ( 18 ألف مقاتل فقط ) ..!!!
.. ، و إذا بهذا الجيش المتواضع عددا و عدة يهزم جيوشا فارسية قوامها : 60 ألفا .. ، ثم 80 ألفا .. ، ثم 120 ألفا .. .. ، ثم 150 ألفا .. في سلسلة من المعارك المتتالية .. .. ، فيفتح خالد بن الوليد ثلثي بلاد العراق و ينتزعها انتزاعا من بين فكي كسرى في ( سنة واحدة ) فقط ... !!!!
.. ، ثم ينطلق #سيف_الله_المسلول إلى الشام ليقابل جحافل الروم .. قرابة ربع مليون رومي .. في معركة اليرموك .... ، فيهزمهم هزيمة منكرة ... !!!!
و تتوالى الانتصارات العظيمة المبهرة .. هنا و هناك ... في القادسية ( أمام ربع مليون مقاتل فارسي ) .. ، ثم في نهاوند .. ، و في فتح مصر .... !!!
إلى أن أصبحت ( دولة الإسلام ) هي أعظم و أقوى دول العالم على الإطلاق ، و تسيطر على نصف الأرض في أقل من 15 عاما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. !!!
.. ، و ذلك في خلافة ( الفاروق ) عمر بن الخطاب ، حيث أصبحت دول العالم كلها تحسب لدولة الإسلام ألف حساب بعد انهيار الفرس و الروم ...!!!
و أصبح خليفة المسلمين عمر بن الخطاب هو ( أقوى رجل في العالم ) .. !!!! ))
جسار : (( سبحان الله العظيم ... إنها فعلا معجزة بكل المقاييس .. !!! ))
ثائر : (( لولا أن المسلمين كانوا مؤيدين من الله تعالى لأنهم حزب الله المفلحون ، و جنود النبي الصادق المصدوق .. لولا ذلك ما انتصروا أبدا ..!!! لقد أنزل الله عليهم نصره دون توافر أية أسباب لديهم .. فسبحانه .. صدق وعده ، و نصر عبده ، و أعز جنده ، ، و هزم الأحزاب وحده ..!! ))