Get Mystery Box with random crypto!

#مختارات_شعرية مِنْ هُنَا جاءَ شاعرٌ يُدْعى أنا.. أتيتُ م | منهل اللغة العربية

#مختارات_شعرية

مِنْ هُنَا جاءَ شاعرٌ يُدْعى أنا..

أتيتُ من لُجَجِ الأحَزْانِ مُبتلّا
أسِيلُ ضوءًا، وأنموْ فِيْ الرُّبَى فُلَّا

مِنْ غار صَمْتيَ، منْ إيْحاءِ قافيتي
ومن بريق دمي، جلّاهُ ما جَلّى

كما نبيٍّ تجلّى والزمانُ دجىً
والناسُ غرقى، فأرخى صوتَه حبلا

أتيتُ منسربَ الألحانِ،  منبجسًا
من اللغاتِ، أزفُّ الوردَ والدّفلى

من نجمةٍ لم تزل في الروح ساهرةً
ومن فيوض الرؤى، من فكرتي الأولى

كَمْ هُدْهُدٍ - حَطَّ فِيْ أقصى دَمِيْ- قَلِقٍ
أَمْلَى عَلَيَّ مِنَ الآياتِ ما أمْلَى

مِنْ عطرِ تاريخِنا المَنسيِّ.. مُحْتَشِدًا
بالذّكرَياتِ، أَرُشُّ السَّفْحَ والسَّهْلا

مِنْ صُبْحِ (حَجَّةَ).. من شلَّالِ غيمتِها
السِّحريِّ، حيثُ تعالَى الشِّعرُ وادَّلى

مِنْها خُلِقتُ أغنِّي، كانَ يَحْملُنِيْ
صَوتِيْ، وَكانَ فؤاديْ في الهوى طفْلا

حَتَّى تَساقَطَ حُلْمِيْ وَهْوَ فِيْ غَبَشٍ
مِنَ الوُجُومِ سُقُوطَ الوَرْدَةِ الحُبْلَى

هذي أمانيَّ أَسْرابًا مُهاجِرةً
إلى السَّماءِ، وَمَا فِيْ مائها إلَّا...

في البالِ أنْ أنْجِبَ التَّارِيْخَ ثانِيَةً
عَلِّيْ أرى ما مضى قَدْ عادَ مُخْضَلّا

أرنوْ (لقاهرةِ) التاريخِ تُمْطِرُنِيْ
بإرثِها، فهواها في دمي يُتْلى

لقصْرِِ (سَعْدانَ) يزهو فوقَ ربوته
زهوَ النجومِ، يناغي غيمةً كسْلَى

إلى (تهامةَ).. هذيْ البنتُ أعشُقُها
عشقَ المجانينِ، من لا يعشقُ الأحلى

هذي الَّتي علَّمتني كيفَ أحْرُثُها
حُبًّا شَهِيًّا، فتغدُو فِيْ دَمِيْ حَقْلا

هذي الَّتِيْ ألهَمتْني الشِّعْرَ، ذاتَ غوا
يةٍ وقالتْ بقلبٍ نازفٍ مَهْلا

وَلمْ أزلْ حَرَضًا مُذْ بنتُ عن (حَرَضٍ)
وَإنها منذ أن غادرتُها ثكلى

كأنّ نافذةً منها تُطِلُّ على
موتينِ تُشرِعُ بابًا يحضنُ الكُلَّا

كانتْ تَعُدُّ لنا أَطْباقَ دَهْشَتِها
وَلَمْ نَكُنْ من يديها نُحْسِنُ الأَكْلَا

كانتْ يواجهُ (مَيْدِيْ) لَفْحَ بَسْمتِها
بِمَوَجَةٍ غَمَرَتْ أشواقُها التلّا

وكنتُ أَنهلُ من (خَيْرانَ) أغنيتي
فلمْ أجدْ بعدَها نَبْعًا ولا نَهْلا

أرنُو لسَفْحِ (حَجُورٍ) عَلَّ ذاكِرَةً
ما.. سَوْفَ تَمْدُدُ ليْ مِنْ أمسِها ظِلّا

أرنُو و(عَبْسٌ) تَشُقُّ اليومَ بِيْ جِهَةً
مِنَ الزَّمَانِ إلَى مَنْهاتِها الأعلى

هذِي بلاديْ الّتيْ بالحُبِّ أنسُجُها
خَيْطًا فخيطًا، وَحَرْبٌ تنقُضُ الغَزْلا

تَمتدُّ جُرْحًا كَبيرًا.. كُلَّما هَطَلَتْ
رُوحِيْ عَلَيْها، نَمَتْ أَحْزانُها نَخْلا

هذيْ البلادُ ستأتِيْ مِنْ غَيَابَتِها
يَوْمًا.. تُعَانِقُ فِيْ مِعراجِها الرُّسْلَا

#شاعر_الأكاديمية
#عبدالله_مقبل
الجمعة 3 فبراير 2023م