Get Mystery Box with random crypto!

فلسفة العقوبة في #المادة_398 من قانون العقوبات العراقي النافذ: | المحامي علي سرمد جراد ❂

فلسفة العقوبة في #المادة_398 من قانون العقوبات العراقي النافذ:

هذه المادة التي أحدث ضجة عبر منصات التواصل الاجتماعي لو أخذنا المادة من الناحية الموضوعية بعيداً عن الاستشعار العاطفي سنجد أن المادة لم تسقط العقوبة عن المغتصب بزواجه منها، بل رأى المشرع العراقي بأن العقاب المناسب هو تصحيح الجرم الذي فعله المغتصب بزواجه منها وهنا سوف ندخل بالمدخل النفسي حيث إن تجريم فعل يدمر حياة فتاة من الناحية النفسية والمجتمعية يجب أن يترجم إلى شعور دائم بالذنب عن طريق وجود المغتصبة معه في بيته لاستشعار هذا العمل الجرمي.
وليعرف المجرم أن سبب فعلته هذه لابد أن تكون ملازمة له طوال حياته وهنا لا يمكن للمغتصب الهروب من جريمته وزواجه من الضحية يفسر بأنه إنسان قد تعرى من جميع المبادئ الخُلقية والسلوك الأدبي لذا يعد هذا رد اعتبار للفتاة المغتصبة من الناحية المجتمعية وليس تبريراً للمغتصبين، بل تعد وقوداً حارقة للمغتصب جزاءً لعمله المشين.
بالإضافة إلى أن زواج المغتصب من ضحيته يعد اعترافاً منه أن هذه الفعلة جرت رغماً عنها وسيعلم المجتمع أن الفتاة لم تكن مطاوعة له وأنها ضحيته بالفعل مما يؤدي إلى درء التهمة والريبة عن الفتاة ووقوف المجتمع معها ضده، كونها غير مذنبة ووجودها في بيته هو أقسى عقوبة يمكن أن يعاقب بها المغتصب إذ لا سبيل من الإفلات من جريمته لا سيما و أن اسم الضحية سيرتبط باسمه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#ملاحظة: المقال يعبر عن وجة نظر الكاتب