Get Mystery Box with random crypto!

ــــــــــــــ❁﷽❁ـــــــــــــــ الحلقة.147.tt غزوة.الأحزاب.5 | رَحُـםٌـة للـ؏ـالـםـين

ــــــــــــــ❁﷽❁ـــــــــــــــ

الحلقة.147.tt
غزوة.الأحزاب.5.tt
الشيخ.صالح.الخليفة.tt

هذا الدرس السابع والأربعون بعد المئة الأولى في سيرته صلى الله عليه وسلم.

وصل سعد بن عبادة وسعد بن معاذ إلى يهود بني قريظة، وكانوا حلفاء لسعد بن معاذ؛ لقبيلة الأوس من الأنصار. فلما رأوهم، تجبر اليهود ورفعوا أصواتهم ونالوا من النبي صلّى الله عليه وسلم.. فغضب سعد بن عبادة فشتمهم. فقال له سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه: دعك من هذا؛ فإن الذي بيننا وبينهم أربى من المشاتمة. الأمر أعظم. هؤلاء نقضوا وغدروا وخانوا بعد المواثيق التي بيننا وبينهم. المشاتمة ليست هي الجزاء الذي يناله من خان وغدر. بل الأمر أكبر من ذلك.

عادا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقالا: عضل والقارة: يقصدان بذلك شهداء الرجيع الذين غدر بهم رضي الله عنهم وأرضاهم،(1) وقد سبق معنا.

اشتد الأمر أيها الإخوة بالمؤمنين، وهكذا البلاء إذا نزل بالمؤمنين أعقبه البلاء وقد يعقبه بلاء ويشتد.. وهنا تظهر معادن الناس، يظهر الإيمان الحقيقي والصبر والثقة. وأن العبد ملك لربه. وإنما يجب عليه أن يصبر وأن يثق وأن يتوكل على الله.

في هذه الأثناء نطقت ألسنة المنافقين وخرج النفاق؛ لأن هذه المواطن هي المواطن التي تظهر فيها خبايا النفوس وحقيقة الخلق؛ حينما يشتد البلاء {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}.(2)

نطقت ألسنة المنافقين؛ فقالوا: كان محمد يعدنا بكنوز كسرى وقيصر أن نأكل منها، وإن أحدنا لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط.(3) ثم قالوا: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا. يقول الله سبحانه الذي خلق الخلق ويعلم سرائرهم وأدق تفاصيلهم. {هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا}(4). الذي خلق الخوف وصف هذا الخوف بأنه زلزال شديد. وكما نطق النفاق فقد نطق الإيمان، وثبت أولياء الله أصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم.

ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ما أصاب المؤمنين، أرسل إلى عيينة بن حصن، وهو سيد غطفان ومن قبيلة فزارة، فجاءه مع رجل آخر، فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثلثا تمر المدينة أو حنطة المدينة على أن يعود هو وقبيلته، فتقل أعداد المجتمعين على المؤمنين ويخذل هذا فيه. فطلب عيينة بن حصن النصف فأبى النبي صلى الله عليه وسلم، فوافق على الثلث.

وجاء في بعض كتب السير أنه كتب ذلك: كتبه عثمان رضي الله عنه. ثم دعا السعدين: سعد بن معاذ وسعد بن عبادة يستشيرهما في ذلك، وعيينة بن حصن ومعه رجل من بني مرة جالسان. فأخبرهما النبي صلى الله عليه وسلم بما يعزم عليه. فقالا: يا رسول الله أأمر تحبه؟ أو أمر أمرك الله به فإنا نطيع. فقال صلى الله عليه وسلم: لا. ولكني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة فأردت أن أخفف عنه. فقالا له: يا رسول الله، إنا كنا وهؤلاء في جاهلية وكفر، وما كانوا والله يطمعون في حبة حنطة منا، إلا قرى -ضيافة- أو بيع. أو لما أعزنا الله بالإسلام وبك نعطي الدنية؟ والله ما لهم معنا إلا السيف.(5)

فقال صلى الله عليه وسلم: فقطع الوثيقة. فقطعها سعد بن معاذ رضي الله عنه. ثم قال صلى الله عليه وسلم لعيينة والذي معه: اجهدوا علينا؛ افعلوا ابدا. {هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا}. {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا}.(6) هنا الابتلاء، هنا التمحيص، هنا يعلم المرء أي رجل هو.

أحيانا أيها الإخوة، تأتينا هذه البلاءات، فتخبرنا من نحن. هذه البلاءات تضعنا في المكان الحقيقي. تضعنا في مكاننا الحقيقي من حيث الإيمان والثقة والصبر. فكم قد فضحت هذه البلاءات وكم قد ثبتت وأعانت؟ أسأل الله أن يثبتنا على دينه، وأن يجعل عاقبة أمرنا رشدا في كل شيء.

بعد هذا البلاء العظيم يأتي الفرج. وكان أول هذا الفرج بقدوم نعيم بن مسعود الغطفاني -رجل من غطفان- أسلم، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أسلمت، ولم يدر قومي. قال صلى الله عليه وسلم: خذل عنا ما استطعت. إنما أنت رجل واحد. فخرج هذا الرجل بخطة نفعت بإذن الله: استطاع أن يخذل عن المؤمنين، وأن يوقع الريبة والتهم بين المشركين.(7)

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
------------
(1) السيرة النبوية، ابن هشام، 2/222.
(2) سورة العنكبوت الآية 2
(3) السيرة النبوية، ابن هشام، 2/223.
(4) سورة الأحزاب الآية 11.
(5) السيرة النبوية، ابن هشام، 2/223.
(6) سورة الأحزاب الآية 10.
(7) السيرة النبوية، ابن هشام، 2/229.


قنــاة.رحــمــة.للــعـالمـيـن.tt
سلسلة.دروس.السيرة.النبوية.tt
انتقاء.الإســلام.ديـنـي.tt
تفريغ.الأستاذ.محمد.الروحي.tt
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ