Get Mystery Box with random crypto!

ــــــــــــــ❁﷽❁ـــــــــــــــ الحلقة.164.tt قصة.الإفك.1.tt | رَحُـםٌـة للـ؏ـالـםـين

ــــــــــــــ❁﷽❁ـــــــــــــــ
الحلقة.164.tt
قصة.الإفك.1.tt
الشيخ.صالح.الخليفة.tt

هذا الدرس الرابع والستون بعد المئة الأولى في سيرته صلى الله عليه وسلم.

وأقول مستعينا بالله:

فإن حفظ الأعراض من الضروريات الخمس التي جاء الإسلام بها؛ وقد قال صلوات الله وسلامه عليه في حجة الوداع في الصحيح: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا".(1)

ومن أعظم ما يقع فيه كثير من الناس في زماننا هذا: هو قدحهم للمحصنات واتهامهم لغيرهم من النساء بأنها زانية أو بأنها تمارس الفاحشة بكلمات من كلام العامة التي يقصد بها ويعلم أنه يقذفها في عرضها.

وهذا أمر تهاون به كثير من الناس حتى صارت كلمة تجري على ألسنة الكثيرين إلا من رحم الله جل وعلا. وهذا من الذنوب العظيمة التي يخشى على صاحبها أن يقع في سخط الله سبحانه وتعالى. وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات: "قذف المحصنات الغافلات المؤمنات".(2) وقذفها أي رميها بالزنا؛ سواء كان تصريحا بأن يقول: يا زانية، أو بأن يكون تلميحا أو بألفاظ استحدثت في زماننا يعلم الناس جميعا أن المقصود بها أن هذه المرأة تمارس الفاحشة.

ومع قلة الدين وكثرة الاستهتار وذهاب الأخلاق عند كثير من الناس، أصبح الرجل يقذف هذه الكلمة إما بلسانه أو بقلمه أو عبر وسائل التواصل.. فيا لله كم من مسلم وقع في هذه الذنوب العظيمة ورمى أناسا لا يعرفهم. فإذا غضب من رجل قال: يا ابن الزانية، أو قذف أمه بمثل هذه الكلمات، أو لمح والعياذ بالله جل وعلا.

وإن هذا، أيها الإخوة، لمن حصاد الألسن الذي يودي بصاحبه إلى التهلكة. وإذا لم يحفظ المسلم لسانه فيحق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وهل يورد الناس أو يكب الناس في جهنم إلا حصائد ألسنتهم".(3)

أيها الإخوة الكرام، وحتى يتبين لنا عظم هذا الأمر، لا بد أن نعود إلى سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وإلى حادثة الإفك التي نعيش فيها بإذن الله تعالى، لنرى كيف يكون وقع ذلك على نفوس المؤمنين، وحتى يعظم الإنسان مثل هذه الأمور، وحتى يسترجع المرء ويستوعب ويعيش ويعلم ويؤمن بقوله صلى الله عليه وسلم في السبع الموبقات: "وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات"؛ غافلة صالحة محصنة لم تزني فيقذفها بهذا الذنب العظيم. ثم -والمصيبة هنا- أنه يقوم من مجلسه أو يخرج من موقعه في التواصل الاجتماعي وكأنه ما فعل شيئا، ولا يدري أنه قال كلمة ربما تودي به في النار سبعين خريفا -والعياذ بالله.

أيها الإخوة، مسألة الأعراض مسألة عظيمة، عظيمة جدا.. وخير للمرء أن يمسك لسانه في مثل هذا. وسيأتي معنا كيف هلك أناس كانوا من الصالحين بل من المجاهدين مع النبي صلى الله عليه وسلم، المنافحين عنه، ولما وقعوا في مثل هذا وقعوا في أمر عظيم والعياذ بالله.

يتبع...

----------
(1) صحيح البخاري، 7078.
(2) صحيح البخاري، 6465.
(3) صحيح الترمذي، 2616.


قنــاة.رحــمــة.للــعـالمـيـن.tt
سلسلة.دروس.السيرة.النبوية.tt
انتقاء.الإســلام.ديـنـي.tt
تفريغ.الأستاذ.محمد.الروحي.tt
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ