Get Mystery Box with random crypto!

ــــــــــــــ❁﷽❁ـــــــــــــــ الحلقة.184.tt غزوة.خيبر.4.tt | رَحُـםٌـة للـ؏ـالـםـين

ــــــــــــــ❁﷽❁ـــــــــــــــ
الحلقة.184.tt
غزوة.خيبر.4.tt
الشيخ.صالح.الخليفة.tt
هذا الدرس الرابع والثمانون بعد المائة الأولى في سيرته صلى الله عليه وسلم.

لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، وفتح الله على المؤمنين، جاءه الحجاج بن علاط رضي الله عنه، وهو من بني سليم، فقال: يا رسول الله، إن قريشا لم تدر بعد بإسلامي، وإن لي مالا متفرقا فيهم، فأذن لي أن أذهب فآخذه. فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له الحجاج بن علاط: يا رسول الله، إنه لا بد لي من أن أقول -أي فيك-. وهنا يستأذنه لأنه لا يجوز ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بذم، بل هذا باتفاق أهل العلم كفر وخروج عن الإسلام. سبه وتكذيبه صلوات الله وسلامه عليه.

فأذن له صلى الله عليه وسلم، وذهب إلى مكة، فكانت قريش قد أخرجت رجالا لها يتحسسون الأخبار؛ لأنهم قد سمعوا بخروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر. فرأوا الحجاج وقالوا: الخبر عندك يا حجاج، فأخبرنا. فقال لهم الحجاج رضي الله عنه: أبشروا يا أهل مكة بما يسركم. فإن محمدا لم يلق أحدا كأهل خيبر في قتالهم وقدرتهم، وإنهم قد أسروه، وأرادوا ذبحه أو قتله، ولكنهم قالوا: سنرسله إلى مكة لتشتفي نفوس أهل مكة فيقتلونه.

ففرح أهل مكة، ودخل الحجاج ثم قال لهم: إن لي غرماء، وعندهم أموال لي فأعينوني على جمعها حتى أدرك محمدا وأصحابه، فأسبق التجار فأشتري ما أريد.

يقول الحجاج: فجمع لي أهل مكة مالي من الغرماء كأحثّ جمع. ثم ذهب إلى زوجته وكان له مال عندها، فقال لها كذلك. وكانت من قريش، فأعطته المال.

الذي سمع بالخبر، العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم.. قال أهل السير كما في "الإصابة في تمييز الصحابة": فانخزل ظهر العباس، فلم يستطع القيام -كسر ظهره لما وصله الخبر، ورأى تشفي أهل مكة بمصاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي سمع الحجاج بن علاط أنه قد أصيب به-، فدعا العباس غلاما له يقال له أبو زبيبة، فقال: اذهب إلى الحجاج فقل: يقول لك العباس: الله أعلى وأجل من أن يكون الذي تخبره حقا. فقال الحجاج الغلام: مر أبا الفضل فليخل لي بيتا من بيوته ألقاه فيه، واكتم عني.

فذهب الغلام وأخبر العباس، ثم قابله الحجاج. فلما لقيه ناشده الله -قبل أن يقول له أي شيء- أن يكتم عنه ثلاثة أيام. وقال يا أبا الفضل، اكتم عني ثلاثة أيام، ثم قل ما شئت. فقال العباس: نعم. قال له: فإني قد أسلمت يا أبا الفضل، ومالي عند امرأتي ودين على الناس، ولو علموا بإسلامي لم يدفعوا لي شيئا. والله لقد تركت ابن أخيك وقد فتح خيبر ونصره الله، وتركته وقد تزوج ابنة ملكهم حيي بن أخطب، وقتل بني أبي الحقيق. فسر العباس سرورا عظيما، ثم خرج الرجل، وبات ليلته، ومن الصباح ركب ناقته ثم مضى إلى المدينة.

بعد ثلاثة أيام، تعطر العباس ولبس أجمل ثيابه، وأخذ درة معه، ثم طاف. فلما رآه أهل مكة قالوا: والله إنه لتجلد الموتور. -يستهزءون-. فذهب العباس رضي الله عنه إلى بيت زوجة الحجاج، فقال: أين حجاج؟ قالت: قد أخذ المال وذهب ليدرك ما يشتريه من محمد وأصحابه. قال: فإنه قد حرم عليك إلا أن تؤمني بالله كما آمن الحجاج وتغيري دينك.

ثم مضى إلى أندية قريش. قالوا: هذا والله تجلد الموتور يا أبا الفضل. قال: لا والله، بل فرح بنصر ابن أخي، وقد أصبح زوجا لبنت ملكهم حيي بن أخطب، وقتل أصحاب الأعناق البيض جعد الرؤوس بني أبي الحقيق. قالوا: من خبرك بهذا؟ قال: خبرني الذي خبركم. ووالله ما خبركم إلا لتجمعوا ماله، وسلوا زوجته. فذهبوا، فسألوا زوجته، قالت: والله ما ترك لنا درهما ولا دينارا. قالوا: أنت والله أصدق عندنا منه.

مضت خمسة أيام، ثم علم الناس بذلك، وعلمت قريش أن الحجاج قد مكر بهم وأخذ ماله ثم تركهم.(1)

-------------

(1) مسند الإمام أحمد، الحديث 12409، قال عنه شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند: "إسناده صحيح على شرط الشيخين".


قنــاة.رحــمــة.للــعـالمـيـن.tt
سلسلة.دروس.السيرة.النبوية.tt
انتقاء.الإســلام.ديـنـي.tt
تفريغ.الأستاذ.محمد.الروحي.tt
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ