قال العلامة الشاطبي رحمه الله : ثم لم تزل الفِرَق تكثر ، فتكالبت على سواد السُّنةِ البدعُ والأهواء ، ولا بد أن تثبت جماعةُ أهل السنة حتى يأتي أمر الله
غير أنهم لكثرة ما تناوشهم الفرق الضالة وتُناصبهم العداوة والبغضاء ، لا يزالون في جهاد ونزاع ومدافعة ، وبذلك يُضاعف الله لهم الأجر والمثوبة .
وإنما قدّمتُ هذه المقدمة لأني علمت أن الدين قد كمُل ، فابتدأت بأصول الدين عملا واعتقادا ؛ ثم بفروعه .
وفي خلال ذلك أتبيَّن ما هو من السنن أو من البدع ؛ ثم أطلب نفسي بالمشي مع الجماعة التي سمّاها رسول الله ﷺ بالسواد الأعظم ؛ وهي ما كان عليه هو وأصحابه وترك البدع .
*فلما أردت الاستقامة على الطريق وجدت نفسي غريبًا في جمهور أهل الوقت ، فإذا اتبعتُهم خالفت السنة والسلف الصالح !
فرأيتُ أن الهلاك في اتّباع السّنة = هو النجاة ؛ وأنّ الناس لن يُغنوا عني من الله شيئا .